لا تكاد الغارات الجوية للاحتلال الإسرائيلي تتوقف عن استهداف مواقع عصابات أسد وإيران في جميع المحافظات السورية، من جنوبها إلى شمالها، لكنه في الفترة الأخيرة تركزت غارات الاحتلال على المطارات ومحيطها، وخاصة مطاري حلب ودمشق.
وكالة رويترز كانت قد أشارت بأن الاحتلال يستهدف المطارات في سوريا لقطع خطوط إمداد الأسلحة إلى لبنان وسوريا من طهران، ويرى الاحتلال الإسرائيلي أن ترسيخ أقدام إيران في سوريا هو تهديد لأمنه القومي، لكن وعلى الرغم من ذلك لا ينوي الاحتلال الذهاب إلى حرب شاملة مع طهران، وستستمر غاراته الجوية على المواقع الإيرانية في سوريا، فخلال ستة أشهر فقط تعرض مطار حلب الدولي لثلاثة استهدافات أخرجته عن الخدمة أخرها يوم الأربعاء الفائت.
لكن في المقابل لماذا الاحتلال الإسرائيلي لا يعترف بضرباته على سوريا ؟
ربما لا يريد الاحتلال زيادة التصعيد الإعلامي بينه وبين طهران، ويكتفي بالاستهداف دون الإعلان عنه او الاعتراف به، فهو بمجرد تدمير المواقع والحد من توسع إيران في المنطقة، يكون قد حقق أهدافه، دون الذهاب لتصعيد إعلامي مع طهران، والذي ربما يكون بداية لحرب شاملة.
بعض المحللين يروا أن التمدد الإيراني في سوريا يزداد مع الأيام رغم الغارات الإسرائيلية، وربما يتسأل البعض لماذا طهران تصر على ارسال شحنات الأسلحة إلى سوريا جواً، مع يقينها بأنها ستتعرض لقصف إسرائيلي، وبهذا الشأن يرى الكثير من المراقبين بأن طهران أصبحت تتبع أساليب مخادعة في إدخال الأسلحة إلى سوريا، خصوصاً بعد كارثة الزلزال التي أصبحت شماعة لإدخال المساعدات الإنسانية إلى مناطق سيطرة أسد.
وهنا استغلت إيران كارثة الزلزال لتهريب الأسلحة بحجة إدخال المساعدات الإغاثية وأيضاً بحسب مهتمين بالشأن الإيراني فقد اتبعت إيران مؤخراً أسلوباً آخر حيث تأتي بشحنة عن طريق المطارات وبالتزامن معها تدخل قافلات أسلحة برية من الحدود السورية العراقية ولم تعد طهران تعتمد على المطارات لإدخال شحنات الأسلحة كاعتمادها على الخطوط البرية الأقل رقابة والأسهل لعمليات التهريب
وهناك من يعتقد أن غارات الاحتلال الإسرائيلي ستزداد في الأيام القادمة على المواقع الإيرانية في سوريا، وذلك على خلفية تدهور العلاقات بين الاحتلال وروسيا، وهذا ما أشار إليه الباحث في شؤون الشرق الأوسط “راين بوهل”، الذي قال بأن الضربان الإسرائيلية، تشير بجزء منها إلى تدهور العلاقات (الإسرائيلية – الروسية).