الرئيسية / تحليل / ماذا بعد صواريخ إيران .. تصعيد أم جلوس للتفاوض ؟

ماذا بعد صواريخ إيران .. تصعيد أم جلوس للتفاوض ؟

ضجت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام قبل قليل، بالصواريخ الإيرانية التي استهدفت عدة مناطق في فلسطين المحتلة، كردٍّ إيراني على ما فعله الاحتلال الإسرائيلي بحزب الله ذراع إيران في لبنان.

الرد الإيراني جاء بعد تحذيرات وجهها مسؤول أمريكي عبر قناة كان، ذكر فيها بأن إيران تستعد لشن هجوم بالستي على إسرائيل قريباً، ليحصل الهجوم بعد عدة ساعات من التحذيرات، وفي ذات الوقت كانت العديد من وسائل الإعلام الإيرانية والمقربة منها تروج لضربات صاروخية، قد توجهها طهران للكيان الصهيوني في أطار الدعاية لإيران.

هناك عدة مؤشرات تبين أن الاحتلال الإسرائيلي لديه علم بالضربة الإيرانية، وقد اتخذ العديد من الإجراءات لتفادي الصورايخ، لكنه فشل بالتصدي لبعضها، والتي سقطت في مناطق مفتوحة وأخرى عسكرية، بحسب وسائل إعلام عديدة.

بعد الاستهداف وجهت إيران عبر مندوبها في الأمم المتحدة رسالة للاحتلال الإسرائيلي، مفادها أن عملية القصف انتهت، فيما لم ترد إسرائيل على الهجمات، في رسالة واضحة بأن إيران لا تريد التصعيد أكثر من ذلك، واضطرت لعملية إطلاق الصواريخ لحفظ ماء وجهها أمام أتباعها في المنطقة.

الآن نحن أمام سيناريوهين اثنين:

الأول: أن تنتهي الحرب المستمرة منذ ما يقارب العام بعد عملية تفاوض بين الأطراف اللاعبة، وتكون إيران هي من تصدرت المشهد أمام أتباعها، بأنها السبب الرئيسي في الضغط على الاحتلال للجلوس إلى طاولة التفاوض، وتخرج إسرائيل منتصرة من هذه المعركة، بعد قتلها لأغلب قادات ميليشيا حزب الله، أبرزهم الأمين العام حسن نصر، بالإضافة لتدمير غزة وقتل ما يقارب الخمسين ألف مدني فيها.

الثاني: أن تتوسع المعركة لتكون معركة إقليمية، خصوصاً بعد التصريحات شديدة اللهجة التي وجهها العديد من المسؤولين الإسرائليين لإيران بعد الضربة، وهذا مرتبط أيضاً بحجم الخسائر التي تلقاها الاحتلال من خلال الضربات، مع العلم أنه إلى الآن لم تصدر أي معلومات موثوقة، تتحدث عن الخسائر التي لحقت بالكيان الصهيوني جراء الضربات، ومن المرجح أنه لم يقتل أحد بهذه الهجمة.

نعتقد أن السيناريو الأول هو الأرجح، لأن إيران والقوى الإقليمية والعالمية جميعهم لا يريدون توسيع المعركة وتغيير قواعد الاشتباك في الشرق الأوسط، خصوصاً أن الاحتلال الإسرائيلي قضى على العديد من القوى المعادية من ضمنها القوة البشرية واللوجستية لحزب الله في لبنان.

عن عمر الشافعي

شاهد أيضاً

ثورة تلتهب .. فكيف سيتعامل معها نظام أسد؟

مضى ما يقارب العشرة أيام على انطلاق الاحتجاجات ضد نظام أسد في  الجنوب السوري وتحديداً …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *