في تاريخ 16 من نيسان عام 2013، ارتكبت ميليشيات أسد مذبحة مروعة بحق عشرات المدنيين في حي التضامن بمدينة دمشق، وذلك من خلال تصفيتهم ميدانياً، وإلقائهم بحفرة ضمن مقبرة جماعية، ثم حرق جثثهم، وقد عرفت هذه المجزرة بـ “حفرة التضامن”.
اكتشاف المذبحة التي أخفيت 9 أعوام
كشفت صحيفة الغاردين البريطانية في 27/4/2022 عن المجزرة، أي بعد تسع سنوات على ارتكابها، من خلال نشرها لمقطع مسرب يظهر تفاصيل المجزرة، وطريقة قتل المدنيين بأسلوب بشع، ودم بارد، من قبل عناصر يتبعون لمخابرات نظام أسد.
وبحسب الصحيفة البريطانية فإن عدد الضحايا في مذبحة “حفرة التضامن”، وصل لـ 41 مدنياً، مشيرة إلى أن العدد الإجمالي للضحايا يصل لـ 288 ضحية، في مقاطع الفيديو الـ 27 التي حصل عليها باحثو الغارديان.
عملية التحقيق مع المجرم
انطلقت عملية التحقيق في الجريمة من خلال مقطع مصور سربه عسكري سابق في عصابات أسد، وقرر باحثان من مركز “الهولوكست والإبادة الجماعية”، التواصل بشكل مباشر عن طريق حساب فيسبوك، مع الضابط الذي أطلق النار على المدنيين، وتوصلا للمجرم أمجد يوسف، وواجهاه بالفيديو وكان رده صادماً.
اعترف أمجد يوسف الضباط في المخابرات العسكرية بالجرم، مفتخراً بارتكابه لمذبحة التضامن، انتقاماً لمقتل أخيه قبل أشهر من حادثة الحفرة، ووصف ما فعله بأنه إحدى المهام الرسمية، وهو فخور به بحسب تعبيره.
من هو أمجد يوسف
المجرم أمجد يوسف، هو ضابط برتبة رائد، ومتهم أيضاً بتنفيذ نحو 12 مجزرة جماعية غير مذبحة التضامن، وكان يتواجد قبل الكشف عن المجزرة في إحدى وحدات المخابرات الجوية الأكثر رعباً في منطقة كفرسوسة بالعاصمة دمشق، وبحسب العديد من المصادر لا يزال اليوسف على رأس عمله حتى اليوم.
هل أفلت من العقاب؟
منعت وزارة الخارجية الأمريكية الضابط في المخابرات العسكرية، المجرم “أمجد يوسف” وزوجته “عنان وصوف” وأفراد عائلتهما المقربين، من دخول أراضيها، بسبب تورطه بارتكاب مجزرة التضامن، والعديد من الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان، كما فرضت بريطانيا العديد من العقوبات بحق أمجد.
لكن هذه العقوبات لم تكن مرضية لذوي الضحايا، كونها لم تؤثر على أمجد أو من شارك معه في عمليات التصفية الميدانية، والجرائم المرعبة، وإلى هذه اللحظة وبعد مضي 11 عاماً على ارتكابه لمذبحة حفرة التضامن، لا يزال طليقاً، ويمارس جرائمه بحق السوريين.