شهدنا قبل يومين سحب نظام أسد للعديد من حواجزه المتواجدة داخل أحياء درعا البلد، دون ذكر أسباب هذا الانسحاب، الذي بقي مجهولاً ومفاجأ حتى هذه اللحظة، وغالب هذه الحواجز وضعت بعد التهدئة الأخيرة التي حصلت قبل ما يقارب العامين في درعا البلد، وكانت شرطاً أساسياً لوقف النظام تصعيده في المنطقة.
سحب نظام أسد خمسة حواجز على دفعتين من أحياء درعا البلد، وهي حواجز “البريد والبحار والقبة والشلال والقنيطرة” وبسحب هذه الحواجز أصبحت أحياء درعا البلد خالية تماماً من أي حاجز عسكري لميليشيا أسد.
– هناك عدة سيناريوهات متوقعة دعت نظام أسد لسحب حواجزه من أحياء درعا البلد، ربما في مقدمتها الاحتجاجات الحاصلة في مدينة السويداء، حيث أن أغلب الحواجز انسحبت باتجاه الفرقة 15 والتي تتمركز في السويداء، وجاء الانسحاب بعد التصعيد الأمني ضد أهالي السويداء من خلال إطلاق النار عليهم أما فرع حزب البعث، ما ينذر بنية نظام أسد استخدام القوة ومواجهة ثورة السويداء بالحديد والنار.
– أيضاً يأتي سحب الحواجز في إطار خداع بشار أسد للعرب، حيث أنه يسعى لإثبات حسن نيته من خلال تخفيف الإجراءات الأمنية المتخذة من قبله، وهذا بحسب مصادر مطلعة كان من الوعود الرئيسية التي شرطها العرب على بشار، مقابل التطبيع مع نظامه وتطبيق ما اتفقوا عليه.
– الوضع الأمني في درعا تحديداً ربما يكون من أحد أهم الأسباب التي دعت النظام لسحب تلك الحواجز من درعا البلد، حيث أن عناصر تلك الحواجز يتعرضون بين الحين والآخر لعمليات اغتيال لاسيما في الفترة الأخيرة، فقد ازدادت تلك العمليات بشكل ملحوظ، خصوصاً بعد قيام مجهولين باعتقال عناصر حاجز القبة، وتشليحهم سلاحهم، ومن ثم الإفراج عن العناصر دون سلاح.
– والبعض يرى أن هدف سحب الحواجز من درعا البلد ومن عدة مناطق أخرى في سوريا، هو لتحسين الوضع الاقتصادي الذي يزداد سوءاً في مناطق سيطرة أسد، حيث أن هذه الحواجز تفرض الإيتاوات على التجار ورؤوس الأموال، ما يؤدي لرفع أسعار السلع على المستهلك، الذي لم يعد يحتمل أي ارتفاع في أسعار السلع خصوصاً المواد الاستهلاكية.
– أما السيناريو الأخير هو نية نظام أسد العمل على زعزعة الأمن في درعا البلد بعد انسحابه منها، وذلك من خلال إحداث التفجيرات في الأماكن العامة، ليثبت أن وجود حواجزه كانت تحفظ أمن المنطقة، وهذا التوقع مستبعد لأن الفلتان الأمني لم يتوقف في درعا البلد منذ سيطرة النظام على المنطقة في صيف 2018.