الرئيسية / تحليل / انعكاسات حضور بشار المجرم للقمة العربية

انعكاسات حضور بشار المجرم للقمة العربية

حضر بشار أسد اليوم القمة العربية بعد أكثر من عقد على تجميد عضوية النظام في الجامعة العربية، وسبق القمة زيارات مكوكية للمسؤولين العرب إلى دمشق، أبرزها كانت زيارة وزير خارجية الممكلة العربية السعودية الشهر الماضي، وكانت تمهيدية لحضور القمة العربية.

ربما يستفيد بشار أسد سياسياً من حضوره القمة العربية، لكن حتى المكاسب السياسية هي ضيقة وعلى مستوىً عربي فقط، وليس كل العرب، فالرئيس القطري تميم بن حمد آل ثاني، غادر القمة قبل أن يلقي بشار أسد كلمته، وبحسب وكالة رويترز فإن حضور أمير قطر للقمة كان مجاملة فقط.

أما على مستوى التصريحات الدولية فلم يكن هناك رضىً على حضور بشار أسد للقمة العربية، حيث صرح رئيس لجنة شؤون الشرق الأوسط في الكونغرس الأميركي “جو ويلسون”، بأن اجتماع جامعة الدول العربية هذا الصباح كان مقرفاً، مضيفاً أن العناق الدافئ للقاتل الأسد سيقابل بعواقب وخيمة، من جهته طالب السيناتور الأميركي “جيم ريش”، بإدانة عودة بشار للجامعة العربية.

المشهد العسكري والسياسي في سوريا سيبقى كما هو عليه الآن لفترة غير محددة، فقد صرح الرئيس التركي رجب طيب أردوغان اليوم، بأن قواته لن تغادر من سوريا، وجاء ذلك رداً على رسائل بشار الأخيرة التي وجهها للرئيس التركي بضرورة مغادرة القوات التركية لسوريا، ومن المعروف أن وجود القوات التركية في سوريا مربوط بوجد المنظمات الكردية الإرهابية، ولن يستطيع نظام أسد طمأنة تركيا في هذا الجانب، وأيضاً لن يتمكن من الضغط على الميليشيات الكردية أو احتوائها أو طردها من المنطقة.

تصريحات أغلب الرؤساء العرب في القمة اليوم تبين أنهم تلقوا الوعود ولو بشكل غير مباشر من أسد بتغيير سياسته في سوريا، ومن المؤكد أن هناك اتفاقات لم تظهر على العلن بين العرب وبشار، ومن المستبعد أن يغير نظام أسد القمعي من سياسته، فحضوره للقمة كان هدفه الرئيسي إرضاء العرب للحلف الشرقي “إيران-روسيا-الصين”، وبمقابل ذلك كسب العرب غضب الحلف الغربي وعلى رأسه الولايات المتحدة الأمريكية، التي تعمل على إصدار قانون “محاربة التطبيع”.

لم يجلب قطع أنظمة الدول العربية علاقاتها مع نظام أسد منذ عام 2011 أي أهداف استراتيجية للثورة السورية، فالثورة اعتمادها الكلي كان ولا زال على أبنائها وثوارها، والآن هناك أكثر من 4 ملايين شخص يقطنون في المناطق المحررة، ويرفضون العيش تحت حكم نظام أسد، منهم عشرات الآلاف يحملون السلاح، بالإضافة لملايين الاجئين في مختلف دول العالم يرفضون العودة لسوريا ونظام أسد هو الحاكم، فقضية اللاجئين ستستمر ما دام أسد مستمر في الحكم، ولن يحل تلك القضايا عشرات القمم العربية.

انتهاء الانتخابات التركية والتي يتوقع أن يفوز بها أردوغان بالإضافة لعدم رضى واشنطن بمسارات التطبيع العربية مع أسد، ورفض بعض العرب للتطبيع، وانشغال الاحتلال الروسي بالمعارك الأوكرانية التي أنهكته، ربما كل ذلك ينذر بقلب الطاولة على رأس النظام، فسيناريو الحرب، وعودة المعارك، واشتعال الجبهات من جديد في سوريا، لم ينته بعد.

عن عمر الشافعي

شاهد أيضاً

الآلية الأممية للكشف عن مصير المفقودين هل ستبصر النور؟

في يوم الخميس وبتاريخ 29/06/2023 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن إنشاء مؤسسة مستقلة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *