يستمر أهالي محافظة السويداء بالخروج في تظاهراتهم ضد نظام أسد، والتي انطلقت قبل أكثر من شهر ونصف، حيث خرج غالبية أهالي ريف المحافظة، بالإضافة لمركز المدينة، وكانت أبرز التظاهرات تلك التي شهدتها ساحة الكرامة، وسط مدينة السويداء.
على الرغم من أن مطالب أهالي السويداء هي رحيل نظام أسد، إلا أنهم لم يتعرضوا للقمع والعنف من قبل النظام، على غرار ما تعرضت له المحافظات السورية الأخرى التي دُمرت رأساً على عقب وهُجر أهلها بسبب ذات المطلب، وهو رحيل أسد.
– الكثير من المراقبين للمشهد في السويداء اعتبروا أن عدم استخدام نظام أسد للعنف ضد متظاهري السويداء، هو عدم انضمام بقية المحافظات السورية لتلك الاحتجاجات، خصوصاً عندما كانت هناك إرهاصات لخروج احتجاجات في الساحل السوري، على غرار السويداء، لكن سرعان ما خفتت تلك الإرهاصات، وبقيت السويداء تخرج لوحدها مع عدة مناطق في محافظة درعا.
– أيضاً من أبرز الأمور التي منعت نظام أسد من استخدام العنف المفرط ضد أهالي السويداء، هو إثبات مزاعمه أنه حامٍّ للأقليات، ومناطقه تتمتع بنوع من الحريات، بالإضافة للاهتمام الغربي وتحديداً الأمريكي بثورة السويداء، على عكس مواقفهم من مظاهرات بعض المحافظات الأخرى.
– حاول النظام أيضاً استمالة بعض شيوخ العقل والمؤثرين من الوجهاء في محافظة السويداء لصالحه، ليقضي على تلك الاحتجاجات بالقوة الناعمة، دون أن يضطر لاستخدام العنف، وكان أبرز تلك الشخصيات “وئام وهاب” اللبناني والشيخ “عبد الوهاب أبو فخر” الذي أعلن في بيان باسم “الهيئة الروحية للمسلمين الموحدين”، أنه يقف مع قائد الوطن قاصداً (بشار أسد).
– لكن رغم كل تلك المحاولات لاستمالة وجهاء وشيوخ الطائفة الدرزية، إلا أن النظام استنفذ جميع أوراقه في هذا الجانب، وما يثبت ذلك هو استمرار خروج المظاهرات إلى يومنا هذا في السويداء، بالإضافة لرفض الثائرين كلام وتصريحات الجهات والشخصيات المستحدثة، والتي ولا تمثل أهالي المحافظة بحسب السويداء24.
ومنذ السادس عشر من شهر آب الماضي، لا تزال الاحتجاجات تخرج في عدة مناطق بمحافظة السويداء، واليوم خرجت مظاهرة حاشدة في بلدة شهبا بريف المحافظة، وأبرز مطالب المحتجين رحيل نظام أسد عن السلطة، وتطبيق القرار الأممي 2254.