الرئيسية / تحليل / ثورة تلتهب .. فكيف سيتعامل معها نظام أسد؟

ثورة تلتهب .. فكيف سيتعامل معها نظام أسد؟

مضى ما يقارب العشرة أيام على انطلاق الاحتجاجات ضد نظام أسد في  الجنوب السوري وتحديداً في محافظتي “درعا والسويداء”, حيث تزداد هذه الاحتجاجات وتشتعل يوماً بعد يوم, في ظل عجز واضح لدى نظام أسد للتعامل معها.

عرف عن نظام أسد الديكتاتوري ممارسة أشد أنواع العنف ضد مخالفيه ومن يقف في وجهه, ولنا في ثورة 2011 خير مثال, إذ دمر النظام وحلفاؤه جزءاً كبيراً من سوريا وهجروا الملايين, في سبيل أن يبقى أسد ونظامه في سدة الحكم, فهل من الممكن أن يتخلى أسد عن هذا المنصب بعد المظاهرات الأخيرة التي طالبت بإسقاطه

كثيرة هي السيناريوهات المتوقعة التي من الممكن أن يلجأ لها نظام أسد ﻹيقاف الاحتجاجات ضده, منها ماهي بطرق مباشرة, وأخرى بطرق غير مباشرة, خصوصاً في السويداء التي تشكل حساسية كبيرة للنظام, فهو مضطر لقمع تلك الاحتجاجات والمظاهرات بطرق غير مباشرة.

من السيناريوهات المتوقعة هو فتح نظام أسد المجال لتنظيم الدولة للدخول إلى قرى وبلدات السويداء من جهة البادية السورية وهذا السيناريو متوقع بشدة كون نظام أسد عمل على ذلك في عام 2018 وأفسح المجال للتنظيم لدخول عدة قرى وبلدات في ريف السويداء الشرقي ما أدى لمقتل أكثر من 250 شخصاً من الطائفة الدرزية

أيضاً أحد أهم السيناريوهات التي يستخدمها نظام أسد في المناطق التي تخرج عن سيطرته, هو نشر الفوضى والفلتان الأمني في تلك المناطق, كإحداث التفجيرات في الأسواق والأماكن العامة, ونشر عصابات الخطف والقتل, وهذا ما أشار له عدة أشخاص موالون لنظام أسد, بأن الانفجارت ستنتشر في السويداء, بسبب من وصفوهم بالإرهابيين على حد زعمهم.

أما السيناريو الأقل احتمالاً هو شن النظام ومخابراته عملية أمنية وعسكرية ضد المتظاهرين في السويداء, فالنظام اليوم يعيش أسواء حالته, وليس من مصلحته فتح جبهة عسكرية جديدة ضده, فمن المعروف أن هناك فصائل محلية في السويداء تحمل السلاح ومستعدة للمواجهة العسكرية مع النظام إذا استخدم العنف ضد المحتجين.

لكن من جهة أخرى فمن المتوقع أن نظام أسد ربما يستخدم العنف ضد المحتجين في المحافظات الأخرى مثل “درعا والقنيطرة وريف دمشق” وما يثبت هذه النظرية هو إطلاق مخابرات أسد الرصاص المباشر على تظاهرة خرجت في مدينة الصنمين شمالي درعا,  بالإضافة لحشده المئات من جنوده والعديد من الآليات الثقيلة حول عدة بلدات في الغوطة الغربية, مهدداً باقتحامها في حال خرج أهلها باحتجاجات ضده.

وفي الوقت الحالي ليس من المتوقع أن تتوقف تلك الاحتجاجات ضد النظام, خصوصاً في محافظة السويداء,  إذ أن سقف مطالب المتظاهرين ارتفع من تحسين الأوضاع المعيشية والاقتصادية, إلى إسقاط نظام أسد وهذا ما لا يمكن أن يتقبله الأخير ومن الممكن أن يستخدم جميع السيناريوهات للوقوف ضد الاحتجاجات إن لزم الأمر.

عن عمر الشافعي

شاهد أيضاً

تعزيزات عسكرية فهل سنشهد اندلاع المعارك مجدداً؟

شهدنا في اليومين الماضيين وخلال اليوم تصعيداً عسكرياً على عدة جبهات في الشمال المحرر ربما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *