الرئيسية / تحليل / العنوان: قطار التطبيع مع نظام أسد أسبابه ومآلاته

العنوان: قطار التطبيع مع نظام أسد أسبابه ومآلاته

شهدنا في الأيام الأخيرة تبادل للتصريحات والزيارات بين نظام أسد وعدة دول عربية لإخراجه من العزلة الدولية التي يعيش فيها منذ عدة سنوات ومن الملاحظ أن هذه التصريحات والزيارات ظهرت بشكل ملموس بعد كارثة الزلزال التي ضربت سوريا وكان المتضرر الأكبر هي المناطق المحررة شمال غرب البلاد والمستفيد الأكبر نظام أسد وشبيحته من خلال سيل المساعدات التي وصلته من الدول العربية والأجنبية

الجميع يعلم أن أي علاقات دولية تكون مبنية على مصالح مشتركة وقطار التطبيع العربي مع نظام أسد مبني على مصالح بين النظام المجرم والمطبعين معه لكن ما هي هذه المصالح التي تدعو للتطبيع مع من كان يوصف لسنين عديدة بالقاتل والمجرم من قبل مسؤولي الدول المطبعة ؟

– المصلحة التي ربما تسعى الدول العربية للحصول عليها من التطبيع مع أسد هي إبعاد النظام عن إيران لأن المشروع الإيراني في سوريا يتعارض مع الأردن والسعودية ويعتبر تهديداً مباشراً لكلتا الدولتين لكن الواقع والمنطق يقول أن نظام أسد لن يتخلى عن الإيرانيين وحتى لو تخلى فإن إيران أصبح لديها العديد من الممالك داخل سوريا وخاصة في العاصمة دمشق ولا يمكن إبعادها عن سوريا بل هي عنصر فعال في الملف السوري ولا يمكن إخراجها بسهولة

– ومع استمرار تدفق المخدرات وحبوب الكبتاغون من داخل الأراضي السورية إلى الأردن والسعودية أصبح ملف الكبتاغون من وجهة نظرنا ملف ضغط وابتزاز يعمل نظام أسد على استخدامه ولكن بطرق غير مباشرة فمن الممكن أن يكون سبب التطبيع مع النظام هو إيقاف خطوط المخدرات وحبوب الكبتاغون التي غزت الأردن والسعودية ومصدرها نظام أسد القادر على إيقاف توريدها في حال توصل لاتفاق مع الدول المتعرضة لابتزاز المخدرات

– تحاول بعض الدول العربية كالسعودية والأردن اتخاذ بعض القرارات بعيداً عن الإنقياد الأمريكي خصوصاً في قضية التطبيع مع نظام أسد لكن مع أي كلام جديد حول التطبيع تخرج تصريحات أمريكية تحذر هذه الدول من التطبيع كالبيان البريطاني الأمريكي الذي صدر قبل يومين ووضع العديد من الشخصيات والقيادات التابعة لنظام أسد على قائمتي العقوبات البريطانية الأمريكية بسبب إنتاج وتهريب المواد المخدرة وحذر البيان الدول التي ستتعامل مع نظام أسد بتعرضها للعقوبات

التطبيع وتأثيره على الثورة وفوائده للنظام؟

– من المؤكد أن أي دولة ستعيد علاقاتها مع نظام أسد سيكون أثر ذلك سلبياً على الثورة السورية لكن لن يفيد هذا التطبيع النظام إلا من الناحية السياسية فقط وإخراجه من العزلة الدولية التي يعيشها منذ 2011 وسيحاول النظام محاصرة الثورة سياسياً وربما ينجح إن لم يواجه بكيان سياسي حقيقي ثوري متحد على كلمة واحدة لأن السياسة لا تواجه إلا بالسياسة وواجب المرحلة يفرض على الكوادر الثورية التوحد تحت كلمة واحدة للحفاظ على ثورة المليون شهيد والنصف مليون أسير وملايين المهجرين والنازحين.

عن عمر الشافعي

شاهد أيضاً

الآلية الأممية للكشف عن مصير المفقودين هل ستبصر النور؟

في يوم الخميس وبتاريخ 29/06/2023 أعلنت الجمعية العامة للأمم المتحدة، عن إنشاء مؤسسة مستقلة من …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *