الرئيسية / تحليل / إرهاصات معركةٍ شرقيَّ سوريا بين التنفيذ والتعليق.

إرهاصات معركةٍ شرقيَّ سوريا بين التنفيذ والتعليق.

كثر الحديث في الأونة الأخيرة، عن إرهاصات معركة على الحدود السورية العراقية، بين واشنطن وحلفائها من جهة، وطهران وميليشياتها من جهة أخرى، خصوصاً بعد الحشودات العسكرية التي شهدتها المنطقة الشرقية من سوريا خلال الأسابيع الماضية.

يبدوا أن واشنطن جادة في العملية العسكرية وهي الراعي الأول لها، خصوصاً بعد إعلانها بطريقة غير رسمية عن مشروع الحزام العشائري السني، وهذا الحزام يمتد على طول الحدود السورية العراقية، وقواته من العشائر العربية شمال شرقي سوريا.

من هي هذه القوات؟

مواقع إعلامية ذكرت القوات العشائرية العربية التي تجهزها واشنطن للمشاركة في عمليتها العسكرية وفي رسم مشروعها “الحزام العشائري السني” شمال شرقي سوريا وهي:

1- قوات الصناديد بقيادة نوري حميدي الجربا، وهي من قبيلة شمر، ويبلغ تعداد عناصرها 1500 مقاتل.

2- قوات ثوار الرقة بقيادة اللواء أحمد عثمان، المكون من عشيرة الولدة ويبلغ تعدادها 1000 مقاتل.

3- قوات مجلس دير الزور العسكري بقيادة أحمد الخليل، ومكونها العشائري من عشيرتي العكيدات والبكارة، ويبلغ تعدادها 1500مقاتل.

4- قوات التنف أو ما يعرف بجيش سوريا الحرة بقيادة العقيد محمد فريد القاسم، وهذه القوات مكونة من أبناء منطقة القريتين في ريف حمص وعشيرة العكيدات، ويبلغ تعداد عناصرها 2500 مقاتل.

5- قوات أحمد العبدو وأسود الشرقية بقيادة كلاً من طلال السلامة وأحمد عبد الكريم التامر، ويبلغ تعدادها 1000 مقاتل.

أهداف واشنطن من هذا المشروع

هناك العديد من الأهداف التي تنوي واشنطن تحقيقها من خلال مشروعها الاستراتيجي شمال شرقي سوريا، أولها وأهمها هو الحفاظ على تواجدها في المنطقة، خصوصاً بعد الدعوات الأخيرة من قبل النظام وحلفائه لخروجها من الأرضي السورية، وتعرض قواعدها للهجوم بطائرات مسيرة وقذائف صاروخية تطلقها ميليشيات تتبع لإيران.

تهدف واشنطن أيضاً لقطع طريق بيروت طهران البري من خلال السيطرة على الحدود السورية العراقية، بالإضافة لربط قواعدها العسكرية في منطقة التنف بالمنطقة الشرقية من سوريا، وهذا ما يقصد بالحزام العشائري السني.

عملت إيران في الفترة الأخيرة على تجنيد أبناء المنطقة الشرقية من سوريا ضمن ميليشياتها، وقدمت دعماً كبيراً وسخياً لذلك، وهذا ما أقلق واشنطن التي أصبحت على يقين بأن البيئة المحيطة بقواعدها ستشكل خطراً عليها في الوقت القريب، فعملت على تشكيل المكون العشائري العربي، واستقطاب العرب داخل ميليشيا قسد ليصبحوا قوات عربية شرعية يتبعون لواشنطن في المنطقة وبذلك يمكن لها أن تتخلى عن قسد لترضي تركيا.

وكما يبدو أن الولايات المتحدة الأمريكية لا تريد أن ترتكب ذات الخطأ الذي ارتكبته في العراق، وهو تمكين إيران وميليشياتها هناك، وتهدف في سوريا لتقويض المشروع الإيراني وعدم السماح لإيران بالتوسع وامتداد هذا التوسع وربطه بين سوريا والعراق، ما يجعل القوة والسيطرة الإيرانية تتعاظم في المنطقة، وتشكل خطراً على التواجد الأمريكي في سوريا والعراق.

موقف الاحتلال الروسي من العملية المتوقعة

لم يبدي الاحتلال الروسي ارتياحه من التحركات الأمريكية، وبدأ بمناورات عسكرية هو ونظام أسد على الجبهات مع ميليشيا قسد، كما أن طائراته اعترضت الطائرات الأمريكية أكثر من مرة فوق الأراضي السورية، وبدأ تراشق الاتهامات بين موسكو وواشنطن، حيث ادعت روسيا أن الولايات المتحدة تنشر أجهزة تشوش لتشوش على الطائرات الروسية وقاعدة حميميم والأهم من ذلك كله هو استهداف طيران الاحتلال الروسي عدة مقرات لجيش سوريا الحرة قرب منطقة التنف.

لكن هناك من يقول أن الاحتلال الروسي ليس له أي مصالح حيوية في المنطقة التي تنوي واشنطن السيطرة عليها، فمصالح الاحتلال تمتد من تدمر حتى الساحل، أما ما هو خارجها فهو ليس محل اهتمام له، وعلى ضوء ذلك تنوي واشنطن التمدد في مشروعها باتجاه منطقتي الطبقة والسخنة، ولن تكتفي بالسيطرة على مدينتي البوكمال والميادين والحدود السورية العراقية، وهكذا يصبح لواشنطن خط امتداد طولي في المنطقة الممتدة من الحدود الأردنية، إلى مدينة البوكمال شرق سوريا.

هل ستنفذ واشنطن مشروعها؟

كما ذكرنا في البداية يبدو أن واشنطن جادة في تنفيذ هذا المشروع، والأسباب الداعية لذلك كثيرة، لكن رغم ذلك فإن هذا المشروع بحسب توقعاتنا ليس قريب الأمد، وربما الحديث عنه في هذا الوقت هو لتحقيق مكاسب سياسية لا أكثر، ولن يتحول لمعركة عسكرية إلا إذا أصبحت هناك تهديدات كبيرة حول الوجود الأمريكي شمال شرق سوريا.

ومن الملاحظ أن واشنطن تعمل على تقويض خطة إيران من خلال الدعم المادي السخي للقوات العربية، لينضم الشباب إلى تلك القوات بدلاً من انضمامهم للميليشيات الإيرانية، وهكذا تعمل على حفظ التوازنات في المنطقة، وهذه السياسة تتبعها الولايات المتحدة الأمريكية في سوريا منذ بداية الثورة (الحفاظ على التوازنات).

عن عمر الشافعي

شاهد أيضاً

تعزيزات عسكرية فهل سنشهد اندلاع المعارك مجدداً؟

شهدنا في اليومين الماضيين وخلال اليوم تصعيداً عسكرياً على عدة جبهات في الشمال المحرر ربما …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *