المجرم جميل ندة
قامت إحدى مجموعاتنا بنصب كمين للعقيد الركن جميل ندة أمام منزله بمنطقة المنصور في حي الميدان ولدى خروجه من منزله أطلق المجاهدون عليه النار حيث أصيب برأسه عدة إصابات مباشرة سقط على إثرها صريعا ، بينما تمكن الإخوة من الانسحاب سالمين .
تمت هذه العملية في تمام الساعة السابعة صباحا ومن الجدير بالذكر أن المجرم النصيري المذكور يشغل منصب رئيس تخريج دورات الأركان .
المجرم خضر إبراهيم
بعد مضي أربعة أيام وقبل أن تتمكن السلطة من التقاط أنفاسها قام إخواننا المجاهدون بنصب كمين للعقيد خضر إبراهيم في منطقة الفحامة بالقرب من جامع زيد بن ثابت الأنصاري وأطلقوا النار عليه بينما كان يستقل سيارته الـ فوكس فاكن حيث أصيب بجروح بالغة أدت إلى شلله والمجرم النصيري يعمل في جهاز المخابرات قسم الترجمة ويشغل عدة مناصب أخرى .
كذلك قام الإخوة خلال هذه الفترة من الزمن في مدينة حماة بقتل اثنين من المسؤولين النصيريين وفي حلب نفذ الإخوة المجاهدون عدة عمليات ناجحة انتقامية من السلطة الكافرة .
أشاعت السلطة أن هذه العمليات هي من تخطيط القائد عبد الستار رحمه الله وأنه لم يعد بمقدور القيادات الجديدة أن تستمر بتنفيذ العمليات الناجحة وعملت على تكثيف دورياتها في الشوارع أملا منها في الوصول إلى بعض الإخوة المجاهدين وتحسبا من وقوع مزيد من العمليات .
وقامت عناصر المخابرات بتفتيش المارة في الطريق وفي أحد الأيام وكان يوم الجمعة توقفت سيارة من نوع ـ بيجو ـ في منطقة شارع بغداد وترجل منها عدد من العناصر واتجهوا نحو الأخ يوسف عبيد الذي كان مارا من هناك وعلى الفور بادرهم الأخ يوسف بإطلاق النار حيث أصابهم بجروح مختلفة ثم قفز من فوق سور مقبرة الدحداح وتمكن من الانسحاب بسرعة .
صادف هذا الحادث مرور موكب العميد المجرم إبراهيم الصافي قائد الفرقة الأولى وظن عناصر حراسته أنها محاولة لاغتياله فبدءوا بإطلاق النار بشكل عشوائي مما أدى إلى إصابة عدد من المارة بجراح مختلفة .
وكانت القيادة قد قررت القيام بعملية ضد السلطة إلا أن الاستنفار الشديد الذي حصل وقلة عدد الناس بالطرقات بسبب انهمار المطر مما أدى إلى إلغاء العملية .
وفي المساء بعد أن عدت من منطقة المزة وبينما أنا سائر في منطقة البحصة استوقفتني إحدى الدوريات التي كانت تفتش المارة وعند اقتراب سارة ـ البيجو 304 ـ مني أظهرت عدم المبالاة حتى توقفت بجانبي تماما وترجل عنصر من بابها الخلفي وهو يحمل مسدسه فالتفت إليه بحركة سريعة وأودعت صدره أربع رصاصات ثم توجهت إلى الاثنين الذين كانا داخل السيارة وصوبت المسدس نحوهما فكان نصيب الأول وصاصتين والثاني ثلاث رصاصات وذلك قبل أن يتمكنوا من القيام بأي حركة وأثناء انسحابي قام أحد عناصر الحرس التابعين لمخفر شرطة المرجة الجديد بإطلاق النار من بارودته الروسية تجاهي إلا أنه أخطأ في التصويب وقمت أنا بإبدال المخزن فما كان من المجرم إلا أن ولى الأدبار فتابعت انسحابي بسلام والحمد لله ، تم كل ذلك خلال ثلاث دقائق فقط .
بعد ذلك طوقت المنطقة أعدادا كبيرة من زبانية النظام وبدأت بتفتيش المارة وكان هذا الاشتباك الثاني في هذا اليوم .
نتائج الاشتباكين
طمعت السلطة الكافرة بعد هذين الاشتباكين بالوصول إلى الإخوة المجاهدين عن طريق الدوريات المتواجدة في الشوارع فعملت على زيادة عدد الدوريات السيارة والراجلة وبذلك ازدادت معاناة المواطنين سوءا فوق سوء ، فقررت قيادة المجاهدين إعطاء الدرس المناسب لعناصر المخابرات وضباطهم المأجورين حتى يعلموا أن يد الله تعالى التي ترعى المجاهدين قادرة على أن تنالهم ولو كانوا في حصونهم المتحركة ولم يكن بد من توجيه تحذير إلى هذه العناصر المضللة حتى تتوقف عن طاعة المجرمين الحاقدين .
لقد ألقينا في عمليات سابقة أعدادا كبيرة من القصاصات الورقية التي تطالب عناصر المخابرات الابتعاد عن الإخوة المجاهدين حفاظا على أنفسهم وتم إبلاغهم عن حقيقة معركتنا وأنها مع المجرم حافظ أسد ورؤوس نظامه العميل ولم تكن ولن تكون مع هؤلاء المرتزقة الأوباش كما تم تحذيرهم بأنه في حال استمرارهم في تنفيذ أوامر السلطة المجرمة فإنهم شركاء لها ولذلك فإن أي عنصر منهم يتحمل المسؤولية في اختياره لصف المجرمين ولم يؤخذ هذا الأمر على محمل الجد مما حدا بنا إلى تلقينهم الدرس القاسي بتنفيذ أكبر عملية تمت في دمشق حتى هذا التاريخ .
عملية سوق مدحت باشا
بعد استطلاع دقيق لمنطقة سوق مدحت باشا شوهدت في الشارع سيارتان من نوع ـ شفرليه صالون ـ تقومان بأعمال الدورية في هذا السوق الضيق المكتظ بالمارة فقررت قيادة التنظيم في دمشق تنفيذ حكم الله في هاتين الدوريتين وتم تكليفي بتنفيذ هذه العملية وتحمل مسؤوليتها ، كانت كل سيارة منها تقل 12 عنصرا متوتري الأعصاب فوهات بنادقهم موجهة إلى صدور المواطنين عيونهم تحملق في المارة أيديهم على الزناد والمسافة بين السيارتين تعادل ثلاثة أمتار ، وبما أن العملية هي الأولى من نوعها على هذه الشاكلة أصدرت القيادة أمرا إلى كافة الإخوة مطلوبين أم غير مطلوبين بعدم التواجد في مراكز المدينة يوم تنفيذ العملية تحسبا من حدوث اعتقالات عشوائية وحتى لا نتعرض لإشكالات نحن في غنى عنها .
قررت القيادة أيضا حصر الإخوة المنفذين بثلاثة إخوة حتى لا يحصل أي خطأ أثناء التنفيذ ، وفي الساعة الثانية عشر والربع من يوم التنفيذ نزلنا إلى ساحة العملية وتوزعنا على مسافة 20 مترا بالقرب من دخلة فرعية .
كنت أقف في الوسط وأخ آخر عن يساري ( عدلنا عن عدم ذكر اسم الأخ لأسباب خاصة ) والأخ عصام حلاق عن يميني وكنا على بعد مائة متر داخل السوق المغطى وبعد انتظار دام عشرين دقيقة أقبلت السيارتان وهما ملأى بالعناصر ولما دخلتا السوق لم تعد رؤيتهما دقيقة بسبب انتقالهما من النور إلى الظل ولم نميزها تماما حتى اقتربتا بشكل كبير عندها كانت السيارة الأولى قد أصبحت أمامي فرفعت الرشاش الذي معي وهو من نوع استن 9 ملم إلى واجهة السيارة ومن بعد يقدر بخمسة عشر سنتمترا أطلقت الرصاص على ثلاث دفعات فأصيب معظم العناصر داخل السيارة وفي نفس الوقت كان الأخ الذي عن يساري قد فتح نيران رشاشه على السيارة الثانية فأدى إلى إصابة عدد كبير منهم ، بعد ذلك انسحبت إلى الدخلة الفرعية وتبعني الأخ وبعد ابتعادنا قليلا عن مكان الحادث وضع الأخ عصام حلاق قنبلة دفاعية داخل السيارة الأولى وما هي إلا ثوان حتى انفجرت القنبلة وقتل كل من في السيارة .
أما السيارة الثانية فقد نزل منها ثلاثة عناصر وبدؤوا بإطلاق النار على سقف السوق ظنا منهم بأن الهجوم قد أتاهم من الأعلى وكذلك قاموا بإطلاق النار على المواطنين الذين أصيب بعضهم إصابات مختلفة .
لقد كان التنفيذ والانسحاب خاطفين وسمع آلاف الناس صوت إطلاق الرصاص وما هي إلا لحظات قليلة حتى شرعت عناصر المخابرات المتواجدة في المنطقة بكثافة بتطويق المنطقة وقطع الطرق المؤدية إليها وقد تمكنا بعون الله من الانسحاب عبر بعض الثغرات الموجودة داخل الطوق وخلال مدة قصيرة ابتعدنا عن المنطقة مسافة 7 كم واستمرت عناصر المخابرات في إطلاق النار بشكل عشوائي وكثيف مما اضطر أصحاب المحلات التجارية إلى إغلاق أبواب محلاتهم وخاصة في منطقة الحريقة وسوق مدحت باشا وسوق الحميدية تحسبا من أعمال انتقامية تقوم بها السلطة ضدهم وحدثت على إثر هذه الفوضى اختناقات سير واسعة مما أدى إلى تأخير سيارات الإسعاف مدة نصف ساعة ونشير هنا إلى أنه قد قتل ستة عشر عنصرا في هذه العملية فورا بينهم عدد من المساعدين الأولين والرقباء بينما جرح الباقون جراحات مختلفة .
هذا وقد نزل معظم ضباط الأمن إلى مكان الحادث وقاموا بإطلاق النار على كل مشتبه به فقتل مواطن أمام القصر العدلي وعدد آخر من المواطنين في منطقة المجتهد ولم تفلح جهود السلطة في إحراز أي نجاح لتطويق الإخوة وكان مظهر دمشق بعد هذه العملية وكأنه منع فيها التجول .
استاءت السلطة من هذه العملية الجريئة وجمع حافظ أسد ضباط مخابراته وقرعهم تقريعا شديدا مذكرا إياهم بوعودهم التي ادعوا فيها مقدرتهم من القضاء على المجاهدين وأن هذه الوعود كانت كذبا ومباهاة وهددهم إن لم يتمكنوا من القضاء على الإخوة المجاهدين خلال مهلة زمنية محددة فإنه سيستغني عنهم ويستبدلهم بغيرهم ، فسارعت أجهزة المخابرات لاستنفار عناصرها بشكل كثيف لم تشهد العاصمة دمشق مثله إلا في آذار 1980 وفي اليوم التالي للعملية نزلت إلى قلب المدينة فوجدت سيارات النجدة والمخابرات وعددا كبيرا من سيارت الإسعاف وهي تقف على مفترق الطرق انتظارا لوقوع المزيد من العمليات .
توزيع المنشور الأول
وأمام هذه المعطيات قررت قيادة المجاهدين التوقف عن التنفيذ مدة عشرة أيام قرر فيها توزيع المنشور الأول الذي أعلن فيه لأول مرة اسم الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين بديلا عن جماعة مروان حديد .
ووزع المنشور وقت صلاة الجمعة في عدد كبير من مساجد دمشق وكذلك وزع في بقية المدن السورية في وقت واحد وقد وضعت أعداد كبيرة من المنشورات داخل ظروف مختومة في صناديق البريد وفي شقوق الأبواب وعلى مساحات السيارات واشترك عدد كبير من الإخوة المجاهدين في تنفيذ هذه العملية .
تركت عملية توزيع المنشورات السلطة مذهولة تماما فقبل أن تتمكن من التوجه إلى أماكن التوزيع كانت أخبار المنشور قد عمت أرجاء المدينة .
لقد بين المنشور جرائم حافظ أسد وتاريخه الملطخ بالمخازي وأعلن عن مسؤولية الإخوة المجاهدين عن كافة العمليات التي حصلت في سورية كما ذكرت في المنشور أسماء طائفة من الإخوة الشهداء الذين أعدموا مؤخرا في حلب منهم الأخ القائد الشهيد حسني عابو ، وأخيرا توجه المنشور بالشكر إلى الإخوة المواطنين على تقديمهم العون للمجاهدين موصيا إياهم بالحذر الشديد من مخبري السلطة كما أظهر المنشور نوايا الطائفة النصيرية وما تبيته للمسلمين طالبا من المواطنين الإقبال على شراء السلاح للدفاع عن أنفسهم في حال قيام السلطة بمجازر ضد السكان كما طالب الإخوة المواطنين
بالصبر والثبات لأن المعركة شاقة وطويلة ونحن لم نزل في مراحلها الأولى .
ارتبكت السلطة من توزيع هذا المنشور فقد تعرف الشعب على أبنائه المجاهدين وعرف مطالبهم وفهم رؤيتهم وتبين له كذب حافظ أسد ونظامه العميل .
كان هذا المنشور نقطة تحول هامة انعكست آثاره على المراحل المقبلة وهذا ما سيرد تفصيله فيما بعد بإذن الله تعالى .
المجرم حسان كركورة
إن عمليات الاغتيال التي حصلت في المرحلة السابقة كانت ضمن إطار أساسي وخط ثابت وهو أن لا نقتل إلا المسؤولين النصيريين الذين يهيمنون على السلطة الحقيقية في البلاد لذلك وجد كثير من المخبرين المجرمين من أجراء السلطة الكافرة الذين لا يمتون إلى النصيرية بصلة مرتعا خصبا لممارسة أعمالهم الدنيئة فعملوا على إيذاء الكثير من المواطنين بواسائلهم الخسيسة فدخلت السجون أعداد كبيرة من الأبرياء ولهذا كان لا بد من عمل يوقف هؤلاء المجرمين أو يحد من نشاطهم بقتل عدد من رؤوسهم حتى يثوب الباقون إلى رشدهم ويكفوا عن إيذاء المواطنين .
وعلى هذا فقد صدرت الأوامر إلى الإخوة المجاهدين لتنفيذ حكم الله في المجرم الدكتور حسان كركورة وهو طبيب أسنان يعمل مدرسا في جامعة دمشق كما أنه يرأس شبكة المخبرين في حي الشيخ محيي الدين ، عرف هذا المجرم بولائه الأعمى لنظام المجرم حافظ أسد واشتهر بأخذ الرشاوى من المواطنين للتوسط لهم لدى شركائه من ضباط المخابرات لرؤية أبنائهم المعتقلين كما ساهم في اعتقال عدد كبير من الإخوة المجاهدين .
وما أن صدر قرار التنفيذ بحق هذا المجرم الحقير حتى تحركت إحدى مجموعاتنا نحو عيادته وفي الساعة التاسعة مساء أودع الأخ أحمد زين العابدين عدة رصاصات في رأس هذا المجرم مما أدى إلى قتله في الحال وانسحب الإخوة بسلام .
بعد مضي وقت قصير كانت المنطقة مطوقة بأعداد كبيرة من عناصر المخابرات ونصبت الحواجز في شوارع دمشق واتخذت إجراءات أمنية مشددة إلا أن كل ذلك لم ينفع السلطة شيئا .
عبوة ناسفة في مركز للشبيبة
بعد حوالي خمسة أيام من العملية السابقة قام مجاهدونا بتنفيذ العملية التالية :
وهي إلقاء عبوة ناسفة داخل مركز الشبيبة في منطقة باب السريجة أسفرت عن قتل اثنين وجرح عدد آخر من العناصر بينما أصيب البناء بتخريب كبير من الداخل وعاد إخوتنا إلى قواعدهم سالمين ، وكان الأخ الشهيد عبد الناصر قباني أحد المشاركين في تنفيذ هذه العملية .
بعد هاتين العمليتين السابقتي الذكر بدا وكأن السلطة مسرورة لتحولنا عن العناصر النصيرية وتمنت استمرارنا بهذا الاتجاه حتى تتسع الدائرة علينا مما يؤدي إلى إضعافنا من غير أن يصاب النصيريون بسوء , لكن قيادة التنظيم لم تكن غافلة عن هذا الأمر ولم تكن لتقرر اغتيال غير النصيريين إلا من أجل الضرورة وعلى سبيل التأديب لهذا كان قرار القيادة بالعودة من جديد لاغتيال رؤوس الطائفة النصيرية .
المجرم عدنان غانم
وتحركت مجموعة من الإخوة المجاهدين بإمرة الأخ الشهيد عبد الناصر عباسي وقامت بقتل المجرم عدنان غانم داخل الجامعة .
والمجرم النصيري الدكتور عدنان غانم يعمل مدرسآ في كلية العلوم وقد قتل بعد أن أطلق الأخ عبد الناصر عباسي على هذا المجرم خمس رصاصات استقرت في رأسه وتمكن من الانسحاب بشكل هادئ وعاد الإخوة المجاهدون جميعآ إلى قواعدهم سالمين دون أن يتمكن الحرس الجامعي من القيام بأي حركة كانت .
أصاب الذهول أجهزة السلطة الكافرة من هذه العملية الجريئة التي كانت مفاجأة تامة من حيث نوعية الهدف ومكان التنفيذ وقام على إثرها الطلبة النصيريون داخل الجامعة بمهاجمة كلية الشريعة وهم يرددون عبارات الكفر والإلحاد ويطالبون بإغلاق هذه الكلية وكادت أن تحدث اشتباكات بين الطرفين لولا تدخل رجال الشرطة .
إن هذا العمل قد بين الحقيقة الناصعة لزبانية النظام كما بين حقدهم السافر على المسلمين , وأكد أن حربهم ليست مع مجاهدي الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين فقط وإنما مع كل المسلمين في سوريا .
المجرم أنطون بركات معوض
لقد جعلت عملية اغتيال المجرم عدنان غانم المسؤولين النصيريين يزيدون من إجراءاتهم الأمنية المشددة فكان لا بد من الابتعاد عن محورهم فترة من الزمن وكان المجرم الذي قررت القيادة تنفيذ حكم الله فيه هو أنطون بركات معوض .
كان هذا المجرم النصراني وهو من الساحل موظفآ في القصر الجمهوري وهو من مسؤولي حزب السلطة الكافر وكان منزله في نفس البناء الذي يضم مركز الحزب التابع لحي الميدان وقد ساهم مع ابنه في إرشاد عناصر المخابرات إلى اتجاه انسحاب الأخوين الشهيدين مأمون إدلبي ومحمد ريم الباشا الذين استشهدا في منطقة مساكن الزاهرة فمنح على إثرها جائزة مالية قدرها 100 ألف ل.س. بالإضافة إلى منزل فخم في منطقة المزة وصار يتباهى أمام الناس بفعلته الخسيسة هذه ظنآ منه كما ادعت السلطة أن المجاهدين قد قضي عليهم ولكن بعد أن استمرت عمليات الاغتيال والتفجير شعر المجرم بأن وضعه أصبح خطيرآ وأن معظم سكان الحي المسلمين يتحدثون عنه متسائلين لماذا لا يقوم المجاهدون بقتل هذا المجرم ؟ .
وهنا أصبح هذا المجرم يتبع الأساليب المختلفة في تنقلاته فمرة يركب سيارة أجرة وثانية في الباص وأخرى دراجة نارية ولم تكن أعين المجاهدين غافلة عنه وعن تصرفاته بل كانت تلاحقه دون أن يشعر بها وقد فضلت القيادة قتله أمام حشد من الناس ليعرف أمثاله مصيرهم المنتظر ونفذ العملية الأخ أحمد زين العابدين حين أودع رأس هذا المجرم طلقة واحدة في باص الميدان بمنطقة الشويكة وكان الأخ عصام حلاق عنصرآ للحماية في هذه العملية وتمكن الأخوان من الانسحاب بكل سهولة ويسر .
لقد كان لهذه العملية الأثر الكبير على كيان المخبرين فقد عرفوا أن قيادة المجاهدين لن تغفل عن المجرمين مهما استطالت الأيام .
رأي الخبراء الأجانب
إن نجاح العمليات القتالية التي قام بها المجاهدون ضد السلطة الطائفية وعملائها المأجورين أظهر العجز الكبير الذي وقعت به السلطة مما أدى إلى فقدان الثقة بفاعلية إجراءاتها فقامت باستدعاء عدد من الخبراء الأمريكيين المتخصصين في مكافحة حرب العصابات وأطلعتهم على العمليات التي حصلت وأماكن حدوثها , فطرح الخبراء الأجانب سؤالين اثنين على مجرمي السلطة وهما :
1 ـ هل نفذت هذه العمليات بالليل أم بالنهار ؟
وكان الجواب أنها حصلت في وضح النهار .
2 ـ هل نفذت هذه العمليات بأماكن مأهولة بالسكان أم لا ؟
وكان الجواب أنها حصلت في أماكن مليئة بالسكان .
وبعد دراسة وتمحيص وضعت اللجنة تقريرها الذي قدمته للمجرم حافظ أسد واعتبر هذا التقرير أن المجاهدين يملكون شيئين هامين :
الأول : صفة الشجاعة والجرأة في التنفيذ .
الثاني : تعاطف الشعب معهم .
ولهذا فيجب على النظام اتخاذ إجراءات متكافئة لمواجهة الأمور الحاصلة .
وللحالة الأولى يجب نشر عدد كبير من عناصر المخابرات في الشوارع والأماكن التي يحتمل أن تنفذ فيها العمليات .
وللحالة الثانية تقوم السلطة بصب ألوان الأذى والإرهاب على المواطنين بعد كل عملية حتى يتخوف المواطنون من نتائج عمليات المجاهدين .
وبدأت السلطة بتطبيق هذه المشورات فنشرت أعدادآ كبيرة من عناصر المخابرات ودفعت بالشرطة العسكرية وشرطة النجدة إلى الشوارع وأبلغ عناصر هذين الفرعين بأن مهمتهم أصبحت أمنية وبالضبط ضد جماعة الإخوان المسلمين وصدرت الأوامر الصريحة بإطلاق النار على كل من يشتبه من المواطنين .