المجرم حامد عباس
قامت السلطة باعتقال أعداد كبيرة من الشباب الإسلامي في مدينة حلب وزجت بهم في فروع المخابات كما قامت بنقل أعداد كبيرة من حلب إلى سجون دمشق وخاصة سجن المزة العسكري الذي كان يتولى التعذيب فيه المجرم المساعد أول حامد عباس وهو نصيري من مدينة اللاذقية ويشغل منصب معاون مدير السجن وقد استمر في هذا المنصب مدة عشر سنوات كان يمارس فيها أبشع ألوان التعذيب كما أنه كان يتصل على الهاتف مباشرة بالمجرم حافظ أسد لكي يطمئنه على ما يجري من اضطهاد وتعذيب داخل السجن كما أنه كان جسيما قوي البنية مما منحه سطوة على جميع من بالسجن حتى أن زبانية النظام كانوا يخافونه ولم يكن أحد منهم يتجرأ على مناداته بمساعد أول بل كان يلقب بالعقيد ، هذا وقد أوذي عدد كبير من الإخوة بين يديه كما أصيب عدد منهم بعاهات دائمة من جراء تعذيبه القذر إضافة إلى صفاته الحقيرة فقد خسر هذا المجرم أحد أبنائه في عملية مدرسة المدفعية بحلب فكشر عن أنيابه وبدأت عمليات التعذيب الوحشي بين يديه وزبانيته المجرمين .
ولم تكن قيادة المجاهدين لتغفل عن هذا المجرم فقد قام الأخ أحمد زين العابدين باستطلاعه لمدة شهرين كان يأتي خلالها من منطقة ببيلا إلى منطقة جوبر سيرا على الأقدام كي يوفر بعض المبالغ الضئيلة لصندوق الجماعة .
وأصبح الهدف جاهزا للتنفيذ وانطلق الإخوة المجاهدون حوالي الساعة السادسة صباحا ونصبوا كمينا للمجرم المذكور بالقرب من منزله في منطقة جوبر ـ قبر عكاشة ـ وبعد فترة قصيرة خرج المجرم من بيته سيرا على الأقدام ينتظر سائقه الذي تأخر بعض الوقت وعلى الفور تقدم أحد الإخوة المجاهدين وأطلق عليه أربع رصاصات من مسدس نوع شمايزر ثلاثة في رأسه وواحدة في صدره فخر على الأرض متخبطا بدمه بينما تقدم الأخ الثاني وأطلق عليه خمس رصاصات في صدره من مسدس عيار 9 ملم وقد شاهد العملية مايقرب من 20 ـ 30 شخصا كانوا يقفون بانتظار قدوم الباص بالقرب من منزل المجرم المذكور وتمكن الإخوة من العودة إلى قاعدتهم بسلام في حين قامت عناصر كثيفة من المخابرات بتطويق مكان العملية ولكن بعد فوات الأوان .
نتائج العملية :
تركت هذه العملية زبانية النظام وجلاديها في حالة هلع وذعر شديدين كما أحدثت هزة عنيفة داخل سجن المزة وسيطر الخوف والهلع على جلادي السجن الذين ذهلوا لمقتل رئيسهم الذي كان يتبجح وهو يضع يده على المسدس قائلا :
( يظن الإخوان أني مثل غيري من المسؤولين ولكن إذا كنت أحمل هذا ـ ويشير نحو المسدس ـ فإن ربهم لا يستطيع قتلي ) قاتله الله ولعنه .
إن هذه العملية جعلت السجانين يخففون من تعذيبهم للإخوة داخل السجون كما راحوا يتوددون إلى الإخوة السجناء ويلبون كل طلباتهم ، بينما عم السرور جميع الأهالي الذين دفعوا له الكثير من المال كي يسمح لهم بمشاهدة أبنائهم المعتقلين .
إعدام بعض الإخوة
بعد حدوث عملية مدرسة المدفعية كثرت الاشتباكات والعمليات بين الإخوة المجاهدين وبين عناصر المخابرات في مدينتي حلب وحماة تكبدت فيها السلطة خسائر فادحة مما حدا بها إلى اتخاذ خطوة عدائية جديدة تعبر فيها عما يختلج في نفسها من حقد دفين وهذه الخطوة كانت عبارة عن عرض لقطات مشوهة من محاكمات صورية أجرتها السلطة مع الإخوة المعتقلين في محاولة منها لتحقيق الأهداف التالية :
1 ـ تأليب الرأي العام ضد المجاهدين .
2 ـ إظهار المجاهدين على أنهم مجرمون لكسب تعاطف الجماهير .
وقامت بعد المحاكمة بإعلان الحكم الهزلي الذي صدر بحق الإخوة وهو الإعدام وهدفت من وراء الحكم إلى تخويف الإخوة الذين يريدون الانظمام إلى طريق الجهاد .
لم يكن عمل السلطة هذا بأفضل حظا من أعمالها السابقة فها هو الشعب المؤمن يرى في الإخوة صورة جديدة من صور التضحية والفداء ويرى فيهم الصمود والعطاء ويرى فيهم الأمل المشرق للخلاص من النظام الطائفي الفاسد وراح الشعب يردد كلمات الإخوة المجاهدين ولاسيما كلمات الشهيد البطل مهدي علواني عندما قال :
( لافرق عندي من يؤيدون السلطة من أصغر مجند وحتى رأس النظام )
وعندما قال له رئيس ما يسمى بالمحكمة المجرم فايز النوري :
( على هذا فإن ثلاثة أرباع الشعب يشكلون السلطة )
أجابه الأخ مهدي : ( سنحرث ثلاثة أرباع الشعب )
وحين سأل المجرم النوري الأخ الطبيب حسين خلوف :
( كم ليرة كنت تقبض من التنظيم كأجرة على العمليات ) أجابه الأخ :
( كنت أدفع من جيبي 300 ل . س شهريا كتبرع لمساعدة المجاهدين) .
كما أدلى الأخ مهدي ضمن المحاكمة بتفاصيل عملية المجرم أحمد خليل السلمان لكي يعلم الشعب سيرة مجاهديه الصامدين .
وتابع النظام العميل حملته الإعلامية في الإذاعة والتلفزيون والصحافة في محاولة هزيلة للضغط على الإخوة المجاهدين لمنعهم من محاولة التنفيذ ونسيت السلطة أننا منذ انتسابنا إلى هذا الطريق قمنا بتوطين أنفسنا على تقديم كل ما نملك في سبيل الله .
طريق الدم نسلكه ويرضانا ونرضاه
وقدوتنا رسول الله وما أحلى محياه
وأذكر من الإخوة الذين أعدموا :
الشهيد مهدي ع
محمد حمدان, [٨/٦/٢٠٢٠ ٢:٠٠ م] لواني / حماة /
الشهيد الدكتور مصطفى الأعوج / حماة
الشهيد الدكتور حسين خلوف / حماة
الشهيد مجاهد دباح البقر / حلب
رحم الله إخوتنا الشهداء وأسكنهم فسيح جنانه .
الرد الذي قمنا به
بعد أن تمت عملية إعدام شهدائنا الأبرار التقيت بالأخ القائد عبد الستار الزعيم الذي حضر إلى دمشق وقمنا بدراسة شاملة للأوضاع الحاصلة على الساحة السورية واتفقنا على القيام بعملية انتقام واسعة تشمل : حماة ـ حلب ـ دمشق ، وترك الأخ عبد الستار تقرير نوعية الأهداف لكل مدينة على حدة .
وفي دمشق اجتمعت اللجنة العسكرية وقررت القيادة القيام بعدة عمليات تفجير لمراكز مختلفة تابعة لحزب السلطة حتى تعلم السلطة ومن وراءها من الأنظمة الصليبية الحاقدة التي ظهر تواطؤها مع النظام المجرم بشكل ملموس ، حتى يعلم كل هؤلاء أن الإرهاب لن يولد إلا الإرهاب وأن حمامات الدم لن تولد إلا حمامات الدم وأن العنف الذي يزاولونه ضد أبناء شعبنا المؤمنين الآمنين سيرتد إليهم وأن كل ذلك لن يضعنا إلا أمام خيار واحد وهو العنف المقابل ، ( فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليكم ) .
إننا لن نتراجع عن مطالبنا التي أعلناها في بعض المفاوضات التي جرت في مرحلة سابقة منها :
1 ـ اطلاق سراح المعتقلين فورا دون قيد أو شرط .
2 ـ عدم كبت الحريات …. إلخ .
تفجير مراكز تابعة لحزب السلطة
وعلى هذا الأساس قام إخواننا باستطلاع دقيق لمراكز حزب السلطة تبين على إثرها أن الحراسات حول هذه المراكز شديدة جدا سواء في الصباح أو المساء لذلك قررت القيادة أن يكون توقيت العملية الساعة 11 صباحا حين تكون الحراسة أضعف ما يمكن ، وعلى الفور تجهزت خمس مجموعات من إخواننا المجاهدين لزرع خمس عبوات ناسفة في كل من الأماكن التالية :
1 ـ مركز حزب البعث في منطقة الجسر الأبيض .
2 ـ مركز حزب البعث في منطقة الإطفائية .
3 ـ مركز حزب البعث في منطقة الحجاز .
4 ـ مركز حزب البعث في منطقة السبع بحرات بجانب البنك المركزي ( عين الكرش ) .
5 ـ مركز حزب البعث في منطقة الميدان .
أدى انفجار العبوات إلى إحداث تخريب كبير مع دوي هائل سمعه سكان العاصمة دمشق كما أسفر عن قتل وجرح حوالي 15 عنصرا من زبانية السلطة وقد شوهدت سيارات الإسعاف وهي تنقل المجرمين من ساحات التفجير إلى المستشفيات .
وقد أشرفت أنا والأخ يوسف عبيد والأخ أحمد زين العابدين على عملية التنسيق فيما بين المجموعات .
إشتباك الأخ يوسف عبيد
هذا وقد حدث تطور هام مع المجموعة بتفجير مركز الميدان للحزب إذ كان الأخ يوسف عبيد ينتظر هذه المجموعة في منطقة مساكن الزاهرة وكانت هذه المجموعة مكونة من الأخوين مأمون إدلبي ومحمد ريم باشا وحين حاولا تنفيذ المهمة لاحظهما المخبر النصيري مطانيوس بركات معوض وهو من الساحل ويقيم بجانب مركز الحزب وقام على الفور بإبلاغ المخابرات كما أرشدهم إلى اتجاه انسحاب الإخوة فقامت عناصر المخابرات بفرض طوق كبير على منطقة مساكن الزاهرة وشعر الأخ يوسف بأنه أصبح داخل الطوق فطلب من الأخوين الانسحاب واصطدم مع أول دورية اقتربت منه فبادرها بإطلاق النار وقتل ثلاثة عناصر في حين حاول قائد الدورية وهو مساعد أول الالتفات حول الأخ يوسف من حارة موازية فالتقيا وجهآ لوجه وعلى مسافة مترين أطلق الأخ يوسف خمس طلقات من مسدس عيار 9 ملم فأرداه قتيلآ رغم أن المساعد كان يطلق النار من بارودته الروسية .
واستمر الأخ يوسف باشتباكه حيث اتجه بعدها شمال أوتوستراد الزاهرة نحو المنطقة الصناعية وأخذ يتبادل إطلاق النار مع عناصر السلطة وهم يلاحقونه بالسيارات فقام الأخ يوسف بإيقاف سيارة هوندا مارة في الطريق تبين له أن سائقها من عناصر المخابرات فأطلق عليه النار وأرداه قتيلآ ثم اتجه نحو البساتين واستمر في سيره إلى أن وصل إلى منطقة السيدة زينب وهو بحالة إعياء شديد .
تمكن الأخ يوسف من إصابة سبع عناصر بين قتيل وجريح بينهم ضابط برتبة نقيب وبعد أن أخذ الأخ يوسف قسطآ من الراحة توجه إلى منطقة الضمير وأحضر الأخ عبد الرحمن حمودة صديق الأخ مأمون إدلبي من معسكر التدريب الجامعي وقام على الفور بتسفيره خارج سورية .
إستشهاد الأخوين مأمون إدلبي ومحمد ريم الباشا
من جهة ثانية اتجه الأخوان محمد ريم الباشا ومأمون إدلبي إلى جنوب أوتوسترادالزاهرة حيث طوقتهم عناصر المخابرات وبعد تبادل إطلاق النار صعد الأخوان إلى أحد الأبنية التي في طور الإنشاء واستمر الاشتباك مدة نصف ساعة استعمل فيها الأخوان مأمون ومحمد مسدسين من عيار 7 ملم وألقيا خلالها 3 قنابل يدوية ثم سقطا شهيدين يرويان ثرى دمشق من دمائهما الطاهرة وقد أصيب في الاشتباك حوالي 11 عنصرآ من المخابرات بين قتيل وجريح قامت السلطة بعد ذلك بعملية بحث دقيقة عن الأخ يوسف عبيد ولكن دون جدوى فقد تمكن الأخ يوسف من الإفلات من الطوق الذي فرضته أجهزة المخابرات بعون الله .
لقد فقدنا في هذه المعركة اثنين من الإخوة غير الملاحقين وهما :
1 ـ الأخ الشهيد مأمون إدابي : مواليد ـ دمشق ـ شيخ محي الدين ـ 1956 ـ طالب في كلية الزراعةعرف الأخ مأمون بصلاحه وتقواه وعلمه وقد حج إلى بيت الله الحرام في نفس العام الذي استشهد فيه واعتقلت السلطة شقيقه محمود إدلبي وأعدمته في تدمر .
2 ـ الأخ الشهيد محمد ريم الباشا : مواليد ـ دمشق ـ مزرعة ـ 1957 ـ طالب بكلية الزراعة كان من الإخوة النشيطين في مجال الدعوة إلى الله تعالى .
التكتيك الجديد
في هذا الوقت كنت على موعد مع الأخ يوسف ولكن لم يحضر وعلمت نبأ الاشتباك حين جاء الأخ رشيد حورانية وأخبرني بأن السلطة أذاعت بيانآ قالت فيه :
إن زبانيتها قتلوا اثنين من الإخوة وتمكنوا من جرح الثالث .
وعلى الفور قمت أنا والأخ أحمد زين العابدين بتبليغ بقية أعضاء القيادة بما حدث لاتخاذ الاحتياطات اللازمة وفي المساء بينما كنت في قاعدة ببيلا جاء الأخ عبد الناصر عباسي ومعه خبر انسحاب الأخ يوسف سالمآ وأخبرني بأنه موجود في منزل الأخ جمال طعمينا بالمزة .
أما السلطة فقد راحت تستغل هذه العملية إعلاميآ مدعية بأنها ستصفي المجاهدين وتقضي عليهم وتضرب بيد من حديد وتفعل وتفعل ……….الخ .
لكن حقيقة الأمر كانت على عكس ذلك إذ ازدادت مخاوف السلطة فها هي تكتشف اثنان من غير المطلوبين يشتركون في التنفيذ بعد أن ظنت بأن الذين ينفذون العمليات هم من الإخوة المطلوبين فقط .
وكما ادعى إعلام السلطة راحت أبواق الإعلام العالمية تتناقل الخبر بشكل يظهر التواطؤ بينها وبين نظام المجرم العميل حافظ الأسد وغفلت عن معاناة شعبنا في ظل الظلم والقهر والاضطهاد .
ونشير هنا إلى أن مخاوف السلطة زادت أثناء الاشتباك إذ أنه حصل على مقربة من الطريق الذي سيمر منه المجرم حافظ أسد بعد استقبال صديقه المجرم معمر القذافي .
لقد حاولت السلطة استغلال استشهاد الأخوين مأمون إدلبي ومحمد ريم الباشا فقامت ببث الشائعات بواسطة أزلامها المأجورين وزعمت هذه الشائعات أن السلطة قتلت اثنين من قياديي المجاهدين وأسرت الثالث في محاولة منها لإعادة الثقة إلى نفوس أجرائها الذين بدءوا يتذمرون من هذا الوضع الذي حرمهم من متعهم ورغباتهم وأخذوا يفكرون بالسفر خارج البلاد .
في هذه الفترة كان بعض الإخوة يراقبون الدكتور المجرم محمود شحادة خليل على الطريق الكائنة بين بيته وعيادته وتبين خلال استطلاعه أنه شديد الحذر لمعرفته أنه مستهدف من قبل المجاهدين فكان يغير طريقه كل يوم كما أن مرافقيه كانوا على استنفار دائم .
لذلك لجأ التنظيم إلى عملية تكتيكية حاول فيها أن يوهم هذا المجرم وغيره من المسؤولين أن التنظيم قد بلغ مرحلة من الضعف فلا يستطيع معها القيام بعمليات الإغتيال وبالتالي فإن المسؤولين سيقللون من حذرهم وانتباههم وهذا ما حصل فعلآ .
عمليات إلقاء القنابل
قام اثنان من إخواننا المجاهدين بإلقاء قنبلتين على فرعي الحزب والشبيبة في منطقة الإطفائية حيث أصيب عدد من عناصر الحرس بجروح نقلوا على أثرها إلى المستشفى وتمكن الإخوة من الانسحاب سالمين .
وبعد أسبوع تقريبآ قام اثنان من مجاهدينا بإلقاء قنبلتين يدويتين على سجن الشيخ حسن فقتل عنصر من الحراس وجرح آخر وتمكن الإخوة من الانسحاب سالمين .
المجرم محمود شحادة خليل
الدكتور النصيري المجرم محمود شحادة خليل , وهو رئيس قسم العصبية في مستشفى حرستا العسكري كما أنه أحد أطباء المجرم حافظ أسد المقربين إليه وقد تحدث عنه المجرم حافظ أسد في أحد خطاباته لما لهمن حب وتقدير .
كان المجرم محمود شحادة خليل من الذين شاركوا في تعذيب الشيخ مروان رحمه الله فكان يعطيه العقاقير المهيجة للأعصاب والتي كانت تسبب للشيخ آلامآ رهيبة .
وقد قام هذا المجرم بالاشتراك مع المجرم النصيري الدكتور فيصل ديوب بتوقيع وثيقة وفاة الشيخ مروان التي تظهر بأن الوفاة طبيعية ولا علاقة لها بالتعذيب كما طالب المجرم محمود شحادة خليل بإحراق عائلة الشهيد النقيب إبراهيم اليوسف بعد مدرسة المدفعية .
وقد بلغ حقد هذا المجرم على المسلمين درجة كبيرة فكان يشوه ويتسبب بالعاهات الدائمة لكل من يشك بالتزامه الإسلامي من المرضى المعالجين عنده .
ولم تكن عين المجاهدين لتغفل عن مجرم دنيء كهذا المجرم .
لقد أعطت عمليات تفجير القنابل مفعولآ فهاهم المسؤولون يستهترون بالحراسات وترتخي أعصابهم بعد أن كانت متوترة وهذا هو الوقت المناسب لعمليات الاغتيال فانطلقت مجموعة من المجاهدين لتنفيذ حكم الله بالمجرم محمود شحادة خليل فقامت بنصب كمين له تحت جسر شارع الثورة على الطريق المؤدي إلى عيادته في منطقة البحصة وحال مروره بسيارته البيضاء ( مرسيدس 280 s ) انقض عليه الإخوة المجاهدين برشاشاتهم وتم قتله على الفور مع مرافقيه الثلاثة حيث بدت منهم مقاومة طفيفة .
وقد تمت العملية قبل أذان المغرب بنصف ساعة في السابع من شهر رمضان وهو نفس تاريخ مقتل المجرم أحمد خليل من العام الماضي وانسحب الإخوة من ساحة العملية بسلام وسط ذهول مئات الناس الذين شاهدوا العملية بأم أعينهم وكالمعتاد قامت السلطة بتطويق
المنطقة وإيقاف المارة وإساءة معاملتهم .
انتشرت أخبار العملية في كافة محافظات القطر وطغت هذه العملية على بقية العمليات في تلك الفترة وقد آلم السلطة المسعورة أن ترى شعبنا وهو يبتهج لمقتل المجرمين فأرادت أن تثبت لهم أنها قوية وقادرة فأخذت تهدد وتتوعد وبادرت إلى إطلاق عناصر المجرمين في شوارع دمشق لإيذاء الشعب وإهانته وهذا ما استدعى القيام بعملية تأديبية ضد عناصر المخابرات .
مهاجمة دوريتين في الحريقة
تعتبر منطقة الحريقة المركز الأساسي للأسواق التجارية في مدينة دمشق وكما أسلفنا سابقآ فالسلطة قامت بزيادة عناصرها داخل مدينة دمشق وفي شوارعها وكان نصيب ساحة الحريقة دوريتين يقف أفرادها مترجلين وهم يصوبون بنادقهم إلى صدور المواطنين العزل الذين يمرون بكثافة من هذه المنطقة وذلك لإشعار الشعب بقوة النظام وسطوته ولهذا السبب اجتمعت اللجنة العسكرية في دمشق وذلك بعد اسبوع من عملية قتل المجرم محمود شحادة خليل وقررت تنفيذ حكم الله في دوريات الحريقة .
وتحركت إحدى مجموعاتنا باتجاه الهدف وذلك حوالي الساعة التاسعة ليلآ ولدى وصول الإخوة ركب عناصر إحدى الدوريتين في السيارة ( الشفرليه ) ليقوموا بدورة على المحور المخصص لهم فألقى المجاهدون قنبلتين يدويتين داخل السيارة قتل على أثرها 4 عناصر من المخابرات كما ألقى المجاهدون قنبلة يدوية ثالثة على الدورية الثانية فأصيب بعض عناصرها بجراح وبدأ العناصر الناجون يطلقون النار بشكل عشوائي لأنهم لم يروا الإخوة الذين انسحبوا تحت جنح الظلام وأخذت عناصر المخابرات تتوارد إلى المنطقة نتيجة سماعهم لصوت القنابل والرصاص وحصل اشتباك خاطئ فيما بين عناصر المخابرات أنفسهم الذين أتوا من مناطق مختلفة دام حوالي ربع ساعة حيث كانت أصوات الرصاص تسمع من مناطق بعيدة , أسفر هذا الاشتباك عن مقتل 20 عنصرآ وجرح عدد آخر من العناصر .
لقد فاقت هذه العملية بنتائجها كل التصورات بفضل الله عز وجل فقد قتلهم الله عز وجل بأيديهم وأصيبت السلطة بخيبة أمل كبيرة إذ أنها وجدت جميع القتلى والجرحى من عناصرها وقد كانت تظن أن بعضهم من المجاهدين .
بعد انتهاء العملية جاءت سيارات شركة جبل قاسيون إلى ساحة الحريقة وقامت بتنظيف الشوارع من الدماء التي سفحت فيها , ونشير هنا إلى أن سبب اختيار الوقت ليلآ وذلك أن المنطقة في هذا الوقت تكون خالية من المارة وحتى لا يصاب أحد من المواطنين بأذى .
شارك في تنفيذ هذه العملية الأخوين مازن نحلاوي ورياض العجمي .
وقد استنفرت السلطة بعد هذه العملية استنفارآ شديدآ تحسبآ لعمليات أخرى فأوقف المجاهدون في دمشق عمليات
التنفيذ فترة من الوقت لتأمين بعض القواعد .