شهدنا في اليومين الماضيين وخلال اليوم تصعيداً عسكرياً على عدة جبهات في الشمال المحرر ربما لا يزال ضمن إطار المعتاد، ولكن الأمر الذي لفت الانتباه أنه بالتزامن مع هذا التصعيد العسكري، تحدث إعلام نظام أسد عن عملية عسكرية تستهدف المناطق الخارجة عن سيطرة الميليشيات، ضمن الترويج الإعلامي للعصابة، الذي يتوعد بمهاجمة المناطق المحررة في إدلب وأرياف حلب الشمالي
بدأ ترويج إعلام العصابة لمعركة عسكرية أسموها بمعركة “الحسم”، بالتزامن مع تسيير رتل عسكري للعصابة، وتصوير هذا الرتل في المناطق المحتلة في ريفي إدلب الجنوبي والشرقي، حيث بدأ الرتل بالظهور إعلامياً داخل مدينة خان شيخون، ومن ثم توجهه إلى معرة النعمان، وبعدها سلك الاستراد الدولي M5 متجهاً إلى مدينة سراقب، ليتم استهدافه بشكل مباشر من قبل الفصائل الثورية بالصواريخ وقذائف المدفعية.
من آين جاء الرتل العسكري وأهدافه؟
المعلومات التي حصل عليها مركز “عين الشام” تبين أن الرتل هو من قوام اللواء 105 حرس جمهوري، والذي يقع مقره بالقرب من مدينة دمر في دمشق، وكان لهذا اللواء دور بارز في العمليات العسكرية لنظام أسد على مدن وبلدات الغوطة الشرقية، وأكدت المعلومات بأن الرتل كان يحوي على شخصية مهمة، غير معروفة الجنسية، ولهذا بعد استهداف الثوار للرتل على طريق الـM5، قام الاحتلال الروسي يوم أمس الثلاثاء باستهداف أطراف مدينة إدلب بأكثر من خمس غارات جوية، رداً على ذلك الاستهداف.
الحملة الإعلامية التي عمل عليها النظام بشكل مركز، تبين أن تسيير هذا الرتل كان هدفه إعلامياً فقط، وليس الهدف منه شن حملة عسكرية كما يروج إعلام العصابة، وإذا أراد النظام فعلاً شن حملة عسكرية على الشمال المحرر، فهو يحتاج للعديد من هذه الأرتال وهذه الألوية لتغطية كامل الجبهات، لكن بحسب المعطيات فإن الحملة الإعلامية للنظام والتصعيد العسكري، جاء بالتزامن مع انعقاد الجولة ال20 من مؤتمر أستانة، واعتبر البعض أن تحركات النظام هي سياسية، ضمن إطار الضغط السياسي، الذي يكون مصدره عسكري مع كل جولة من جولات أستانة.
هل ستحصل حملة عسكرية جديدة؟
عسكرياً كما ذكرنا فإذا أراد النظام شن حملة عسكرية فهو بحاجة لفيالق وليس هذا العدد القليل من الآليات والجنود، الذين انتشروا بالتحديد على جبهات حلب وأريافها فقط!! وبحسب توقعاتنا فإن هذه القوات هدفها دفاعي وتعزيز للمنطقة، خصوصاً بعد الحديث الأخير عن نية الفصائل الثورية تحرير مدينة حلب بالإضافة لتصعيد المسيرات التركية من ضرباتها ضد أهداف تتبع للميليشيات في عدة مناطق شمال وشرق سوريا.
ومع إنتهاء الجولة الـ 20 اليوم من مؤتمر أستانة، أكدت بعض المصادر بأن تركيا اتخذت موقفاً حازماً بشأن أي هجمات قد يشنها نظام أسد وحلفائه على المنطقة المحررة الواقعة بالقرب من الاستراد الدولي M4، ما يُستبعد حدوث أي عملية عسكرية، خصوصاً مع انشغال الروس في أوكرانيا، وعدم رضى الولايات المتحدة عن أسد، الذي ربما سيخسر الصورة التي أوصلها للعرب عند حضوره في الجامعة العربية بأن الحرب في سوريا انتهت، وهو الآن يلهث خلف أموال إعادة الإعمار.