استشهاد الشيخ مروان حديد
اشتدت حدة التعذيب على المعتقلين داخل السجون وتحمل الشيخ مروان القسط الأكبر من هذا التعذيب فقد مارس جلادو السلطة ضد الشيخ رحمه الله أنواعا مختلفة وحاولوا انتزاع المعلومات منه بشتى الوسائل لكنهم لم يفلحوا أبدا بسبب صمود الشيخ الذي وصل إلى درجة من الإيمان والصلابة والثبات حدا فاق أدوات التعذيب وفاق كل أساليب السلطة الدنيئة.
إن حقارة النظام العميل الذي يتحكم في رقاب الشعب بدأت تظهر بشكلها الحقيقي وقررت السلطة الانتقام من الشيخ مروان والتخلص منه وتفننت في أساليب تعذيبه وأخذت تظهر كل ما في دخيلتها من خسة وقذارة حتى قضى نحبه شهيدا بإذن الله، ومما يجب ذكره أن وزن الشيخ مروان حين اعتقاله كان 110 كغ وبعد التعذيب هبط إلى 35 كغ .
رحمك الله يا أيها القائد الشهيد .رحمك الله يامن كنت علمآ نيرآ في دروب جهادنا الطويل . رحمك الله يا أبا خالد يا فخر الأبطال المؤمنين.
اهتزت سوريا لنبأ استشهاد الشيخ مروان رحمه الله وقامت السلطة بتوزيع إعلانات ادعت فيها أن الشيخ قد مات إثر نوبة قلبية في مستشفى حرستا العسكري وأعلنت انه سيتم دفنه في مقبرة باب الصغير بدمشق , وما أن انتشر الخبر حتى خيم الحزن على البلاد وعم الأسى بين صفوف المسلمين داخل سوريا وخارجها فالشيخ الشهيد كان يحتل مكانة كبيرة بقلوب أبناء الشعب المسلم لما يتمتع به من خصال المؤمنين المجاهدين , وخرجت جنازة الشهيد في موكب محاط بألاف الجنود وعناصر المخابرات الذين اصطفوا على الطريق المؤدية إلى المقبرة كما احتلوا أسطح الأبنية المجاورة خوفآ من قيام الشعب بأي عمل ضد السلطة ومنعوا أهل الشهيد من فتح التابوت كي لا يروا آثار التعذيب على جسد القائد الشهيد وسارت مواكب المشيعين غير عابئة بإرهاب السلطة ولا بجنودها .
وبعد أن تم الدفن قامت السلطة ببناء القبر من الإسمنت المسلح واستمر عناصرها فترة طويلة من الزمن يمنعون الناس الاقتراب من القبر ويبعدونهم عنه.
ولم يمض يومان على دفن القائد الشهيد حتى قررت قيادة التنظيم القيام بمعسكر تدريبي في الغابات الساحلية خصوصآ وأن السلطة لن تتوقع القيام بهذا العمل.
تسلم إمارة هذا المعسكر الأخ موفق عياش وضم المعسكر حوالي خمسة عشر أخآ من دمشق وحلب بينما اعتذر تنظيم حماة عن الاشتراك بهذا المعسكر نتيجة الأوضاع الأمنية السيئة التي كانت تعاني منها مدينة حماة بعد استشهاد الشيخ مروان , ونذكر هنا أسماء الشباب الذين شاركوا بالمعسكر من دمشق وهم الإخوة:
يوسف عبيد ـ بسام فرعون ـ عبد الناصر عباسي ـ رياض حموليلا ـ أحمد كناكري ـ وكنت بينهم في هذا المعسكر.
ومن حلب خرج ستة إخوة كان بينهم الأخ عدنان عقلة ومن بانياس خرج الأخ عبد المنعم الشغري, كانت مدة المعسكر ستة أيام , خرجنا ونحن نحمل أوراقآ مزورة من مفوضية كشافة دمشق باللباس الكشفي الكامل ومر يومان وأمور المعسكر تجري بشكل طبيعي وفي اليوم الثالث حضرت بعض الدوريات الأمنية التابعة للسلطة مدعية بأنها من حرس الغابات وطرحت علينا بعض الأسئلة مما أثار شكوكنا حولها واعتقدنا بأن هوية المعسكر أصبحت مكشوفة وانتظرنا إلى المساء حيث فككنا خيامنا وسرنا مسافة تقدر بـ20 كم وسط الغابات ومضت الليلة بهدوء كامل فلم نشعل نارآ أو ننصب خيامآ أو نقوم بأي حركة تدل على وجودنا.
وفي الصباح عدنا إلى اللاذقية على عدة دفعات متفرقة ثم قفلنا راجعين إلى دمشق وحلب وتم لنا بذلك تفادي أكبر فرصة كان باستطاعة السلطة من خلالها قتل وأسر حوالي خمسة عشر أخآ دفعة واحدة.
المجرم الخائن الجاسوس مصطفى جيرو
هذا المجرم من مواليد اللاذقية ـ 1950 ـ ذكرنا سابقآ أن هذا المجرم هو الذي تسبب باعتقال الشيخ مروان , أما كيف وصل إلى هذا التنظيم فهذا الأمر قد تم عن طريق الأخ عصام السمان ـ مواليد دمشق ـ مهاجرين ـ 1950 ـ الذي كان من أصدقائه في الجيش.
كان الخائن مصطفى جيرو يدعي الزهد والصلاح والتقوى وقد سبق له أن انتسب إلى بعض الجماعات الإسلامية في سن مبكرة إلا أن انحرافه النفسي وطمعه بالمنصب والمال جعله ينتظم في سلك زبانية السلطة وبتقدير من الله سبحانه تمكن هذا المجم من الوصول إلى بيت الشيخ مروان بغلطة ارتكبها الأخ عصام السمان وبعد اعتقال الشيخ مروان بفترة وجيزة التقى المجرم الجاسوس بالأخ موفق عياش في الطريق العام وكانا يعرفان بعضهما من خلال لقاءاتهما عند الشيخ مروان ولم يكن المجرم جيرو يعرف الأخ عياش وإنما يعرفه من خلال إسمه الحركي.
وأبدى المجرم جيرو أسفه لما حصل للشيخ مروان في العدوي وأظهر رغبته في العودة إلى التنظيم فأعيد إتصاله مع أحد الإخوة باسم حركي مستعار.
لقد قررت السلطة الإستفادة من هذا الجاسوس إلى أبعد الحدود إلا أن العمل السري والبناء الهرمي للتنظيم والإحتياطات الأمنية الشديدة لم تمكن هذا المجرم من القيام بأي دور يذكر بعد اعتقال الشيخ مروان ـ رحمه الله ـ.
وشاءت إرادة الله أن يكون هذا المجرم بين الإخوة في المعسكر الأخير وقد بدأت الشكوك تحوم حوله أثناء التدريب وتبين لنا فيما بعد أنه هو الذي كشف هوية المعسكر أمام السلطة ولكن انتباه الإخوة وحذرهم هو الذي ضيع السلطة بعون الله .
وتم التأكد من أن هذا المجرم يعمل لحساب السلطة بعد مراقبته مراقبة دقيقة فقد كلفني الأخ موفق عياش بالسكن معه ومراقبته في منزله عدة أيام للتعرف على أحواله عن قرب فأمضيت عنده ثلاثة أيام مدعيا أنني من منطقة دوما القريبة من دمشق وأن سبب ابتعادي عن منزلي هو الخوف من الاعتقال بسبب مشاجرة حصلت بيني وبين عناصر من سرايا الدفاع في دوما.
لقد كانت فترة وجودي عنده كافية لكي أستطلع كافة الوثائق التي كانت بحوزته فأثناء غيابه فتشت منزله وعثرت على أشياء كثيرة توحي بشكل قاطع أنه غير ملتزم بالإسلام ومن هذه الأشياء: الصور العارية، القصائد اللاأخلاقية، وعدد من أسماء المخبرين الذين يتعاون معهم، تبين لي أيضا أنه يقوم بتمثيل حركات الصلاة دون قراءة أي شيء فيها وكان مفطرا في شهر رمضان المبارك، وحاول مرارا معرفة اسم الأخ موفق عياش فأجيبه بأنني لا أعلم سوى اسمه الحركي، وقد كنت خلال فترة وجودي عنده حذرا فالمسدس في جيبي دائما والطلقة في حجرة الانفجار، ويدي على المسدس، وأحضر مرة بعض عناصر المخابرات وقدمهم إلي مدعيا بأنهم من أصدقائه وكان ذلك من أجل اعتقالي، لكن حذري الشديد واستنفاري الدائم فوت عليهم الفرصة فكنت أبتعد عنهم ولا أصافح أحد منهم لأن يدي كانت على زناد المسدس وشعر بذلك فانتظر فرصة أفضل .
في النهاية كتبت تقريرا مفصلا يتألف من ثلاث صفحات ضمنته كل شيء لا حظته عن المجرم الجاسوس وقدمته إلى الأخ موفق عياش الذي رفعه إلى القيادة وقد دونت في هذا التقرير كل ما شاهدته وعرفته عن هذا الخائن وكتبت في نهاية التقرير : ” إن هذا الإنسان مخبر كافر وأنا مستعد لتنفيذ حكم الله فيه إذا طلب مني ذلك”.
اعتقال الأخ موفق عياش
أثناء التقاء الأخ موفق عياش بهذا المجرم في أحد شوارع دمشق استوقفتهما دورية أمنية راجلة مؤلفة من ثلاثة عناصر وطلبت منهما ابراز هويتهما وكان الأخ موفق مسلحا بمسدس ولكن الأسلوب اللطيف الذي تصرف به عناصر المخابرات منعه من استعمال مسدسه وقام بإبراز هويته فاعتذروا له وأعلموه بأنهم يراقبون أحد المجرمين المطلوبين جنائيا، وانتهى الحادث بشكل طبيعي، فيما بعد تبين أن هذه العملية تمت بالتنسيق بين المجرم جيرو وعناصر المخابرات لمعرفة اسم الأخ موفق عياش ـ هذه الحادثة جرت قبل أن أذهب إلى بيت المجرم جيرو بيومين أو ثلاثة ـ.
بعد ذلك وصلت أنباء مؤكدة إلى قيادة التنظيم تقول : إن مصطفى جيرو خائن وجاسوس فهو الذي كشف منزل الشيخ مروان للسلطة وساعد على اعتقاله…
وفور وصول هذا الخبر صدر أمر بالابتعاد عنه وترك موضوعه وأخبر بذلك جميع الإخوة في المحافظات السورية.
تم اعتقال الأخ موفق عياش بعد حوالي اسبوعين أو ثلاثة من حادثة ابراز الهوية، وقد اعتقل وهو يؤدي امتحان التخرج في الجامعة، وبما أن السلطة تعلم أنه يمتلك معلومات واسعة عن التنظيم فقد عمدت إلى تعذيبه تعذيبا وحشيا وحاولت انتزاع المعلومات منه بأي أسلوب ولكن دون جدوى فقد صمد الأخ موفق صمودا بطوليا يشهد على ذلك التحقيق الذي جرى معه إذ لم يتفوه باسمه إلا بعد ثلاثة أسابيع من اعتقاله، وفقد غشاء الطبل في أذنه اليمنى كما أنه أصيب بارتجاج في الدماغ من شدة التعذيب بينما انحصرت اعترافاته بأنه رياضي يحب ممارسة الرياضة وتسلق الجبال وقد التقى بشخص مجهول عندما كان يؤدي صلاة الجماعة في احد مساجد دمشق ونشأت بينهما علاقة تعارف قام على إثرها هذا الشخص بدعوته للقيام برحلة إلى الساحل السوري فلبى الدعوة ونظرا لخبرته الرياضية فقد طلب منه القيام بتدريب مجموعة من الشباب وعلى هذا الأساس فهو لا يعلم شيئا عن تنظيمات مسلحة، فاستمروا في تعذيبه واستمر في صموده حتى أشرف على الموت مرارا فاضطر جلادو السلطة إلى الكف عن تعذيبه.
الاتصال مع الأخ عبد الله الشماع
بعد اعتقال الأخ موفق عياش انقطع اتصالنا مع التنظيم في حماة فأقمنا اتصالا مع الأخ عبد الله الشماع أحد مسؤولي الإخوان المسلمين في مركز دمشق التابع لقيادة الأخ عدنان سعد الدين وهو من مواليد دمشق ـ 1945 ـ متزوج وله خمسة أولاد، يملك محلا لبيع الألبسة الجاهزة في منطقة الشعلان ويسكن في منطقة العمارة بالقرب من جامع التوبة، حائز على شهادة ليسانس في الجغرافيا، عمل مدرسا في الجزائر لعدة سنوات، بالإضافة لمحل الألبسة الذي يملكه كان يعمل كمسؤول إداري عن تعيين العمال في ورشات التنقيب عن الحديد التابعة لوزارة النفط والثروة المعدنية، وكان الأخ عبد الله الشماع على معرفة جيدة بالإخوة : موفق عياش، عرفان المدني، عبد الستار الزعيم .
وحين علم باعتقال الأخ موفق عياش أبدى حزنه وتأثره لفقد الأخ موفق كما أبدى استعداده لاستضافة عدد من المطلوبين في بيته، لكننا اتفقنا معه كحراس لمغارات التنقيب عن الحديد براتب شهري قدره 400 ل س .
تكفل هو بإعطائها لنا دون إبراز هوياتنا الشخصية، لقد عملت أنا والأخ بسام فرعون والأخ عبد الناصر عباسي والأخ رياض حمو ليلى بجوار مغارتين عند مفرق الصحراء على الطريق المؤدي إلى بيروت براكتين للسكن .
أعيد الاتصال مع تنظيم حماة وبالأخ عبد الستار الزعيم عن طريق الأخ عبد الله الشماع حيث أرسلت رسالة أخبرته فيها عن اعتقال الأخ موفق عياش وطلبت منه إسال مراسل لنا إن لم يتمكن من الوصول إلى دمشق .
حضر الأخ عبد الستار الزعيم بعد اسبوعين أو ثلاثة من عملنا في البراكات إلى دمشق فالتقيت به وتباحثنا في شؤون التنظيم ودرسنا الوضع العام الذي وصل إليه المسلمون في سوريا كما بحثنا في أخطاء الماضي وما أحدثت في التنظيم من ثغرات وبينت له احتياجاتنا من المال والسلاح لترميم ما تهدم من التنظيم.
أما هو فقد أظهر على سلامة الإخوة ووعدني خيرا وأخبرني بأن الأوضاع الأمنية في حماة أصبحت لاتطاق خاصة بعد تنفيذ العملية الثالثة باغتيال الرائد النصيري المجرم علي حيدر وهو من سلك المخارات، كما اتفقنا على خظة مرحلية للشهور الستة القادمة تقوم خلالها القيادة في حماة بتقديم الدعم بالمال والسلاح بينما نقوم نحن بتوسيع قاعدتنا ورفع مستوى عناصرها بالتدريب الجيد والعمل المتواصل حتى تصبح جاهزة للقيام بعمليات مسلحة ضد رؤوس السلطة .
وتكررت اللقاءات مع الأخ عبد الستار الذي كان يأتي إلى دمشق كل أسبوعين مرة وكانت تجري لقاءات مطولة نعيد فيها تقييم الأوضاع ونبحث ما استجد من الأمور وندرس أخطاء الماضي وأوضاع الحاضر وخطط المستقبل وعلاقاتنا مع الجماعات الإسلامية فسارت الأمور بشكل جيد إلى نهاية عام 1976 حيث أخبرني الأخ عبد الستار بأن الوضع الأمني في حماة لم يعد يسمح بتنفيذ أي عملية ضد النظام وقال لي : ” إذا استمر التنفيذ في حماة فإن السلطة عازمة على البطش بأهالي المدينة ولن تتوانى عن تدمير المدينة إذا تطلب الأمر ذلك، ونحن من طرفنا لن نتخلى عن الكفاح المسلح أو الجهاد في سبيل الله لذلك سننطلق إلى دمشق وحلب لتنفيذ العمليات وفي دمشق سيقع عليكم العبء الأكبر في تحمل نتائج هذه المرحلة، وعلى هذا فسوف ينطلق بعض الإخوة المطلوبين من حماة إلى دمشق كي نخفف عن حماة ولمساعدتكم في تنفيذ العمليات من جهة أخرى…”
كما طلب مني استطلاع شخصيتين نصيريتين، الأولى عسكرية، والثانية مدنية وأخبرني بأننا لا نستهدف إلا الشخصيات النصيرية، لأن العناصر السنية غير ثابتة في السلطة فهي معرضة في أي لحظة للتغيير والتبديل، وعلى هذا فسيقتصر عملنا على الرؤوس المدبرة في السلطة السياسية والجيش والمخابرات، وبحثنا وضع المجرم الجاسوس مصطفى جيرو وطلبت منه السماح لنا بقتله لمعرفته عددا من إخواننا معرفة شخصية وحتى ينال جزاءه العادي نتيجة لخيانته الكبيرة فما كان من الأخ عبد الستار إلا أن أجاب:
إننا لن نستفيد شيئا من قتله لأننا كشفنا أمره وبالتالي فلم يعد له أي تأثير يذكر علينا فقد أخبرنا كل الإخوة بقصته وحذرناهم منه إضافة إلى ذلك فإن السلطة ما زالت تتخبط في تحقيقاتها حول هوية الذين قاموا بتنفيذ العمليات الأخيرة في حماة فإذا تركنا هذا المجرم فإننا سنبعد الشبهة عن أنفسنا..
وبالفعل فقد استبعدت السلطة تنظيم مروان حديد من حسابها في أن يكون له أي ضلع في عمليات الاغتيال الحاصلة.
فما دام هذا التنظيم قد عجز عن قتل المجرم مصطفى جيرو الذي تسبب باعتقال الشيخ مروان المؤسس الأول لهذا التنظيم مع مجموعة من خيرة إخوانه رغم التأكد التام من أنه هو القائم يهذه الجريمة لذلك فهذا التنظيم أعجز عن الوصول إلى رؤوس النظام ورموزه، وهكذا نجد أن ترك المجرم جيرو قد أبعد الشبهة عن التنظيم مدة عام ونصف تقريبا…..
المجرم محمد الفاضل
وقع اختيار القيادة على الدكتور المجرم محمد الفاضل رئيس جامعة دمشق وعضو القيادة القومية لحزب البعث ومستشار رئيس الجمهورية للشؤون القانونية , وهو أكبر مشروع قانوني في الشرق الأوسط وأحد العقول المدبرة في الطائفة النصيرية , من أجل تنفيذ حكم الله فيه، فقد كلفني الأخ عبد الستار باستطلاعه، وقصر مهمتنا في هذه المرحلة على الاستطلاع فقط، وبعد أن تم استطلاعه استطلاعآ دقيقآ دام قرابة الشهر قام الإخوة بتاريخ 11 /7 / 1976 باغتياله داخل الجامعة .
نفذ العملية الأخ عبد الستار الزعيم واستخدم في هذه العملية رشاشآ من عيار 7 ملم , وأفرغ في جسد هذا المجرم ستة عشر طلقة دراكآ وكان الأخ فيصل غنامة عنصر الحماية في هذه العملية بينما كان الأخ مهدي علواني سائقآ للدراجة النارية التي أقلت المنفذين وتمكن الإخوة من الإنسحاب بسلام والحمدلله .
نتائج العملية
هزت هذه العملية أركان النظام الحاكم وسارع كبار ضباط المخابرات وأعضاء القيادة القطرية للحزب إلى مكان الحادث كما نزل المجرم حافظ أسد بعد ساعة تقريبا إلى مكان العملية ولم يصدق أركان النظام أعينهم فيما شاهدوه على ساحة الواقع فمن الذي يتجرأ على رؤوس النظام وهو يعلم أن مصيره الموت ومن الذي يمكنه أن يقوم بهذا العمل الجريء .
تناقلت وكالات الأنباء والإذاعات خبر العملية ونشرت الصحف والمجلات نبأ الاغتيال وخيم على السلطة في سورية جو من القلق والخوف فهي لم تتمكن من العثور على دليل واحد يشير نحو هوية الفاعلين وبالمقابل فهي لا تستطيع أن تعلن عجزها أمام الشعب وأمام زبانيتها بشكل خاص لذلك قامت باعتقال مجموعة من المواطنين في مدينة حماة وقادتهم إلى محاكمة صورية وقدمتهم إلى الشعب السوري بعد عامين تقريبا حينما اعترف الأخ مهدي علواني على شاشة التلفزيون عن المنفذين الحقيقيين .
بالإضافة لما ذكر قامت السلطة باتهام نظام البعث في العراق بتبير عمليات الاغتيال في سوريا وتبادل النظامان الشتائم والاتهامات عبر وسائل الإعلام .
أما على الصعيد الداخلي فقد ازداد الضغط الأمني على مدينة دمشق وكثفت السلطة من دورياتها في الشوارع العامة وراحت تعتقل كل من تشتبه به خوفا من تكرار هذه العملية الجريئة إلا أن أبعاد حرب العصابات التي اتخذها التنظيم الجهادي وسيلة في محاربة النظام بدأت تأخذ ملامحها بشكل واضح .