تعتبر حادثة الزلزال المدمر التي ضربت جنوب تركيا وشمال سوريا بمثابة حبل النجاة لنظام أسد المتهالك، فمنذ بدء الحادثة استغلت حكومة أسد الأمر وسارعت بالتواصل مع الدول العربية والإقليمية بهدف إدخال المساعدات الإنسانية إلى البلاد للمساعدة في عملية إنقاذ وانتشال الضحايا والمصابين، هكذا يبدو الأمر للوهلة الأولى ولكن عند النظر بتعمق من زاوية أخرى للموضوع نجد أن عصابة أسد تسعى لكسر الحصار المزعوم المفروض عليها بسبب قانون قيصر الذي أقره مجلس الشيوخ الأمريكي في منتصف كانون الأول عام 2019.
كما تسعى العصابة للعودة إلى الساحة السياسية العربية والدولية من بوابة هذه الكارثة، ومع مسارعة كثير من الدول العربية والدولية لمد يد العون للعصابة وإرسال شحنات المساعدات ارتفعت أصوات أبواق عصابة أسد بإعلامها الرسمي والرديف التي تنادي برفع العقوبات عن البلاد للتخفيف من المعاناة.
ومما يذكر هنا أن عصابة أسد عبر إعلامها استغلت مأساة الشمال السوري المحرر لخداع العالم وصارت تروج للصور والمقاطع الواردة من المحرر وتنشرها على أنها في مناطق سيطرة العصابة بهدف كسب أكبر استعطاف عربي ودولي على حساب نكبات وأزمات المناطق المحررة.
بالمقابل وبحسب الجهات الحكومية الرسمية في المحرر فإنه لم يصل للمحرر أي مساعدات إنسانية عربية أو دولية (حكومية) للمساعدة في التخفيف من مأساة المنطقة التي وصفها الكثيرون بأنها أكبر بأضعاف مما هي عليه في مناطق سيطرة العصابة وما وصل اليوم عبر معبر باب الهوى هي 14 شاحنة محملة بالمنظفات مقدمة من الأمم المتحدة أثارت سخط أهالي المحرر كونها لا تسمن ولا تغني من جوع أمام الكارثة التي حصلت
أما تركيا فكانت صدمتها كبيرة ولم تكترث لما حصل في الشمال المحرر حيث أنه لم يدخل من الجانب التركي أي مساعدات إنسانية أو فرق إنقاذ في الأيام الأولى من الكارثة باستثناء قوافل الضحايا السوريين الذين قضوا في الزلزال بتركيا فلم تتوقف تلك القوافل عن الدخول إلى المحرر، فيما يرى البعض أن عدم إدخال المساعدات إلى الشمال المحرر عبر تركيا ربما يكون رسالة للمحرر وللعالم على أن تركيا مستمرة في إكمال ما بدأته قبل حادثة الزلزال من مسيرة التطبيع مع العصابة وتوجيه المساعدات الدولية لتصب في مصلحة نظام أسد بعد إلغاء خيار الشمال المحرر، الأمر الذي جعل أبواق العصابة تروج للتنسيق بين عصابة أسد والشمال المحرر على فتح معابر إنسانية لدخول المساعدات من مناطق العصابة نحو المحرر، وهذا ما رفضته الفصائل والجهات الحكومية العاملة في الشمال المحرر وأكدت أنه لم يدخل أي مساعدات من مناطق سيطرة العصابة إلى مناطقها وما يروج له النظام هو عبارة عن شائعات تندرج ضمن الدعاية الإعلامية التي يستغلها النظام، لكسب أكبر قدر من مساعدات الدول الإقليمة والعربية والتي على ما يبدو كانت تنتظر الكارثة لتساعد عصابة أسد وتكسر العقوبات المزعومة عليه.