أزال نظام أسد خلال الأسابيع الماضية، عدة حواجز حيوية من وسط العاصمة دمشق، كان قد وضعها منذ أكثر من 11 عاماً إبان انطلاق الثورة السورية، وقد استهجن العديد من السوريين إزالة تلك الحواجز، خصوصاً أن الوضع الأمني في دمشق لم يستقر حتى هذا الوقت، فعلى سبيل المثال منذ ما يقارب الشهر انفجرت سيارة أمنية وسط حي المزة الدمشقي، جراء عبوة ناسفة زرعها مجهولون فيها، ما يؤكد أن الأوضاع الأمنية لم تستقر بعد.
فما سبب إزالة تلك الحواجز من قبل نظام أسد؟
مصادر خاصة لمركز “عين الشام” أكدت أن النظام عمل على إزالة الحواجز العسكرية من وسط دمشق، لإظهار أن الوضع الأمني استقر في العاصمة خصوصاً مع زيارة المطبعين العرب لدمشق، بالإضافة لكون الحواجز التي سُحبت تقع في مناطق حيوية داخل دمشق، حيث سحب نظام أسد ما يسمى بحاجز “مكتبة الأسد”، وحاجز “آمرية الطيران” بالقرب من ساحة الأمويين، بالإضافة لإخلاء حاجز “جسر الرئيس” والذي يتبع لميليشيا أمن الدولة، جميع هذه الحواجز تقع في مناطق حيوية وسط العاصمة، فمظهرها من سواتر ترابية، وآليات عسكرية، وجنود مدججين بالسلاح، يؤكد أن الأوضاع الأمنية لم تعد كما كانت عليه قبل عام 2011، وهذا ما أراد النظام إخفاءه بالتزامن مع زيارة المطبعين العرب لدمشق.
ما أهمية الحواجز المسحوبة؟
كما ذكرنا فإن الحواجز التي سحبها نظام أسد من وسط دمشق لها أهمية كبيرة، وتتواجد في مناطق حيوية، فمثلاً حاجز “جسر الرئيس” يقع عند فندق “الفورسيزون”، والذي يعتبر المقصد الأهم لإقامة الوفود الدولية في دمشق، ويقع أيضاً بالقرب من قصر الضيافة القديم، حيث مكتب نائبة المجرم بشار “نجاح العطار”، كما أن حاجز “مكتبة الأسد” يقع على الطريق الواصل بين ساحة الأمويين وساحة المالكي، حيث القصر الجمهوري، وقصر تشرين، أما حاجز “آمرية الطيران” فيقع في شارع المهدي بن بركة، الواصل بين ساحة الأمويين وحي أبو رمانة، حيث تتواجد مقرات معظم السفارات العربية والأجنبية في هذه المنطقة.
مع إزالة الحوجز مخاوف النظام ازدادت.
المصادر الخاصة لعين الشام ذكرت أن المخاوف الأمنية لنظام أسد ازدادت بعد سحبه للحواجز الاستراتيجية من وسط العاصمة، فأوعز إلى مخابراته لشن حملة اعتقالات تستهدف عدة مناطق في العاصمة دمشق ومحيطها، حيث شنت المخابرات حملات دهم واعتقالات في كل من ” قدسيا والهامة و زاكية وبيت جن وكناكر” غرب دمشق وعدة مدن وبلدات في “الغوطة الشرقية”، واعتقلت العشرات من الشبان دون تهم موجهة لهم، فقط كان الهدف من الاعتقال هو الحيطة والحذر من شن أي هجمات ضد مراكز النظام وسط العاصمة، خصوصاً بالتزامن مع الزيارات العربية لدمشق.
نظام أسد يحاول تغطية الشمس بغربال.
يحاول نظام أسد جاهداً إقناع الجميع بأن الحرب في سوريا قد انتهت، وأن الواقع الأمني في دمشق قد عاد لما قبل عام 2011، وذلك بهدف تحصيل مكاسب سياسية، والتعجيل بالحصول على أموال إعادة الإعمار، لكن رغم ذلك فإن العديد من الدراسات الغربية تؤكد أن الواقع الأمني في دمشق لا يزال غير ملائماً للعيش، خصوصاً أن عشرات الحواجز الأمنية والعسكرية لا تزال موجودة على أطراف دمشق ومداخلها، فعلى سبيل المثال لا الحصر، يتمركز على الطريق الواصل بين “مطار دمشق-السويداء” ثمانية حواجز عسكرية وأمنية، حتى أن هذه الحواجز أصبحت تمتهن التشليح والتشبيح، من خلال فرض الإيتاوات على الداخل والخارج لدمشق، وعلى ذلك يتم القياس على أن العاصمة دمشق لا تزال غير آمنة للعيش، في ظل تواجد نظام أسد وداعموه الطائفيين.