الرئيسية / قراءة في كتاب / على ثرى دمشق

على ثرى دمشق

مهاجمة مركز تابع للمخابرات

 كل هذه الأوضاع لم تؤثر على سير العمليات فالإخوة المجاهدون قد بنوا تنظيمآ مستقلآ عن التيارات الإسلامية الأخرى .

وفي تاريخ 1980/6/9 قام مجاهدونا الأبطال بتنفيذ عمليتهم الجريئة حين هاجموا أحد البيوت الذي تستخدمه مخابرات السلطة المجرمة وكان يوجد داخل البيت مفرزة تابعة لفرع فلسطين الذي يرأسه المجرم النصيري محمد مسعود وتمت العملية بإطلاق النار على عناصر الحراسة وتفجير البيت بواسطة عبوة ناسفة مما أدى إلى قتل وجرح 7 عناصر بينهم ضابط برتبة رائد وفي طريق انسحاب الإخوة حاول أحد عناصر المخابرات المتواجدين بالمنطقة إطلاق النار على الإخوة من مسدسه فما كان من الأخ وليد ألوسي إلا أن عاجله بوابل من رصاص رشاشه فأرداه قتيلآ وتمكن الإخوة من الانسحاب إلى قواعدهم سالمين .

وشاعت أخبار هذه العملية وانتشرت تفاصيلها بين الناس ورغم ذلك تكتمت السلطة عليها وتكتم الإعلام الخارجي أيضآ سواء الغربي الصليبي أم الشرقي الملحد لذلك قررت قيادة المجاهدين كسر الطوق الإلامي من جديد وإسماع الناس في كل مكان صوت رصاصنا وهو يجلجل مسامع الطغاة المجرمين .

 المجرم نزيه الجمالي

وخططت القيادة لتنفيذ حكم الله في إحدى شخصيات النظام المتسلط وصدر حكم الله بقتل المحامي نزيه الجمالي رئيس فرع دمشق لنقابة المحامين بعد أن زج بقيادات النقابة الشرعيين في السجون .

وهذا المجرم هو أحد قادة الحزب الشيوعي وقد لعب دورآ خبيثآ في التآمر على المحامين في النقابة السابقة مما أدى إلى اعتقال عدد كبير منهم ورغم انتماءه الإسمي إلى ملة المسلمين إلا أن كفره وإلحاده دفعاه إلى ربط مصيره بمصير المجرم حافظ أسد .

تمت العملية بمكتبه الكائن خلف القصر العدلي بتاريخ 1980/6/19 حيث اقتحمت إحدى مجموعاتنا مكتبه وقام الأخ جمال طعمينا بإطلاق النار عليه فأصابه بخمس طلقات في رأسه من مسدس عيار 7 ملم وتمكن الإخوة من العودة إلى قواعدهم سالمين .

في نفس اليوم قام الإخوة المجاهدون في مدينة حمص بقتل الصحفي النصيري المجرم فائق المحمد ,أذاعت السلطة بيانآ في الإذاعة والتلفزيون اعترفت فيه بمقتل المجرمين نزيه الجمالي وفائق المحمد ووجهت اتهاماتها إلى الإخوة المجاهدين .

وفي اليوم التالي قامت السلطة بتشييع المجرم نزيه الجمالي وحشدت كل أجرائها وأذنابها في موكب كبير وأقامت حفلآ تأبينيآ له قرب القصر العدلي بدمشق وسط إجراءات أمن مشددة ثم نقل بعد ذلك إلى حمص ليدفن هناك وتناقلت الوكالات العالمية هذا النبأ ونقلت بيان السلطة حول العملية .

 مهاجمة مكروباص في منطقة البوابة بالميدان

أثارت هذه العملية غيظ السلطة وحنقها فعادت من جديد لتصب جام غضبها على من لديها من المعتقلين وخاصة على الأخ يوسف عبيد في محاولة يائسة لانتزاع بعض المعلومات التي تدل على الإخوة المجاهدين وكانت أخبار التعذيب تصل إلينا تباعآ وكان إجرام السلطة شديدآ في تعذيب الإخوة داخل السجون إزاء ذلك لم يكن بد من عمل انتقامي يطال عناصر المخابرات المجرمين والأدوات المنفذة للتعذيب ووقع الاختيار على مكروباص تابع لفرع فلسطين .

هذا الفرع ليس مخصصآ للمشاركة في تحرير فلسطين كما يوحي اسمه وإنما هو فرع من فروع الإرهاب والتعذيب متخصص في التحقيق مع الإخوة الفلسطينيين الذين قتل عدد كبير منهم داخله تحت التعذيب الوحشي ويعتبر هذا الفرع كبيرآ بالنسبة إلى فروع المخابرات الأخرى ومعظم الإخوة الفلسطينيون يعرفون هذا الفرع الكائن في منطقة أبي رمانة , في بداية تأسيسه كان هذا الفرع مخصصآ للتحقيق مع الإخوة الفلسطينيين ولكن بعد اشتداد عمليات المجاهدين في دمشق أصبحت مهمة هذا الفرع مزدوجة للشعبين السوري والفلسطيني ويرأس هذا الفرع كما أشرنا سابقآ المجرم النصيري العميد محمد مسعود .

وفي تاريخ 1980/6/25 قام مجاهدونا الميامين بنصب كمين لمكروباص تابع لفرع فلسطين المذكور آنفآ وكان يقل حوالي 25 عنصرآ وعندما وقع المكروباص داخل الكمين المنصوب في منطقة بوابة الميدان طريق الكورنيش انقض عليه إخوتنا المجاهدون برشاشاتهم من عيار 9 ملم وأمطروه بوابل كثيف من الرصاص فأصيب معظم الركاب وتم وضع عبوة ناسفة داخله فانفجرت مما أدى إلى تدميره تدميرآ كاملآ فقتل معظم ركابه عدا اثنين منهم بينما عاد إخوتنا إلى قواعدهم سالمين .

وكان الأخ طريف عبد الصمد أحد الإخوة المشاركين في هذه العملية وهرعت على الفور سيارات الإسعاف إلى مكان الحادث كما قامت قوات كبيرة من عناصر السلطة ومخابراتها بمحاصرة المنطقة إلا أن كل ذلك ما كان ليفيد شيئآ .

هجوم على المجرم حافظ أسد

بعد يومين من هذه العملية تقريبآ قام إخوتنا المجاهدون بإلقاء قنبلتين على المجرم حافظ أسد داخل القصر الجمهوري أثناء إجراء مراسم الوداع لرئيس النيجر انفجرت إحدى هاتين القنبلتين وأصابت المجرم حافظ أسد بجروح طفيفة في ساقيه بعد أن انبطح بعيدآ عن القنبلة وتمكن الإخوة التابعين لعناصر مرافقته من الانسحاب بعد اشتباك قصير مع عناصر المرافقة أسفر عن مقتل أحد الضباط المكلفين بحراسة المجرم أسد بينما قتل ضابط آخر بشظايا القنبلة إثر هذا الحادث نقل المجرم الجبان إلى مستشفى الرازي الواقعة على أوتوستراد المزة بالقرب من منزل شقيقه المجرم رفعت بينما قطعت الشوارع المحيطة بالمستشفى ونقل الرئيس الإفريقي المشدوه إلى المطار بسرعة ومن هناك إلى بلاده .

لم تكن هذه الحادثة سرآ على أحد فالصحفيون ومندوبي الأنباء الذين غطوا وقائع زيارة الرئيس الأفريقي شاهدوا الحادثة بأعينهم .

مجزرة تدمر

أما المجرم أسد الذي أصيب بجروح طفيفة بسبب كثافة عناصر المرافقة حوله فقد انتابه حالة عصبية هستيرية جعلته يقدم على إجراءات عدة انتقامية كان منها مجزرة سجن تدمر التي أمر بتنفيذها بعد يومين من حادثة اغتياله وقد راح ضحيتها ألف شهيد من خيرة أبناء هذا الشعب المؤمن وأشرف على تنفيذ هذه العملية شقيقه المجرم رفعت أسد .

وتتابعت بعد ذلك مسلسلات المجازر الجماعية والفردية بشكل يومي حيث كان السجناء ينقلون من فروع المخابرات في المدن السورية إلى سجن تدمر حيث يقتلون هنالك على أيدي مجرمي السلطة الغادرة

وانكشفت هذه المجزرة أمام العالم كله الذي صمت عن أمرها وتكتم عليه ولكن بعد فترة من الزمن اعتقلت سلطات الأمن الاردنية مجموعة من عناصر سرايا الدفاع بينهم العقيد النصيري إسماعيل بركات وقد اعترفوا بأن قدومهم إلى عمان إنما هو السعي نحو اغتيال رئيس الوزراء الأردني مضر بدران وفي مقابلة أجراها الإعلام الأردني معهم أدلوا باعترافات خطيرة حول تفاصيل مجزرة تدمر التي شاركوا بارتكابها ومع ذلك ظل الإعلام الغربي والشرقي صامتآ على السواء .

إن هذه المجزرة بما فيها من غدر ولؤم وحقد على المسلمين تركت أثرآ لا يمحى في ضمير الشعب المسلم في سوريا لقد ظهر المجرم حافظ أسد وزمرته الحاقدة بعد هذه المجزرة بوجههم البشع ووضع من خلال هذه المجزرة مصير طائفته في مهب الريح .

إنه مقابل كرسي الحكم عمل على بث سمومه وأحقاده لأبناء شعبنا المصابر وإن شعبنا لن ينسى هذه المجازر ولن ينسى مرتكبيها ولن ينسى من حرض عليها سواء كان من الشرق أو الغرب .

لقد قام المجرم حافظ أسد ورؤوس نظامه بدور خطير حين ذبحوا الشعب في سوريا ولبنان وكذلك الشعب الفلسطيني الآمن في بيوته ومخيماته .

وقد وضع بذلك حين رضي بالتعاون مع الصليبية واليهودية أبناء طائفته في عداء سافر مع الشعوب الإسلامية والعربية منها بشكل خاص .

وإن مجزرة حماة لم تكن إلا تتويجآ لسلسلة مجازره القذرة وإننا نعلم من حوادث التاريخ أن البطش والإرهاب لن يستطيعا أن يقهرا عقيدة الإسلام الحنيف وستثبت الأيام بأن جند الإسلام الذين امتلأت نفوسهم بحب الله سوف ينتقمون لدين الله وستثبت أيضآ بأن شعوب هذه المنطقة لن تغفر للمجرم أسد ولا لطائفته النصيرية إجرامهم بحقنا مهما طالت الأيام بإذن الله .

ألا وليعلمن القاصي والداني بأن اليوم الذي سيتحرر فيه شعبنا المسلم في سوريا لابد أن يأتي وهنالك لن تنفع المجرمين الذين ساموا هذا الشعب خسفا أساطيل أمريكا ولا صواريخ روسيا وستشهد الساحة السورية أعمال انتقام ستسجل بالتاريخ بإذن الله .

ونحن هنا إنما نسجل الحوادث لحصر المعلومات لا لإثبات حقد النظام الكافر أو غدره ونعود مرة أخرى لنرى التسلسل الرهيب لجرائم الطاغية حافظ أسد ولنلاحظ أيضا تنوع هذه الجرائم واختلاف أشكالها فقد قام كذلك زبانية السلطة بقتل أهالي الإخوة المطلوبين في حماة وحلب وفي مقدمتهم أهل الأخ هشام جنباز والشيخ سعيد حوى ..

كمين باب السلام

وما دمنا نتكلم عن جرائم السلطة وأساليبها الخسيسة فإننا ننبه هنا إلى أن السلطة الجبانة لم تكن لتدع الكذب يومآ من الأيام ونحن نعلم أن الصدق يحتاج إلى الجرأة , والصراحة إلى الشجاعة ونظام المجرم حافظ أسد بشخصياته الهزيلة وبأجهزته المختلفة ليسوا إلا مجموعة من المجرمين الجبناء الذين لا يستطيعون إلا أن يكذبوا على أنفسهم أولآ وعلى الشعب ثانيآ وكلما زاد دجل النظام وخداعه كلما عرفنا فيه الخوف والهلع اللذان يحوطانه , لقد ادعى النظام أن الإخوة المجاهدون يتلقون المساعدات العسكرية من العراق والأردن , لقد أعلن ذلك وهو يدرك أن المجاهدين إنما كانوا يشترون سلاحهم من المهربين وتجار السلاح وبما أن النظام يعرف هذه الحقيقة فقد قامت أجهزته الحقيرة بإغراء أعداد كبيرة من تجار السلاح والمهربين بمبالغ مالية طائلة للإبلاغ عن الإخوة المجاهدين الذين يحاولون شراء الأسلحة منهم وقد حصل هذا الأمر عدة مرات .

ففي تاريخ 1980/7/18 قامت عناصر المخابرات التابعة للمجرم محمد ناصيف رئيس فرع الأمن الداخلي للنظام بالاشتراك مع أعداد كبيرة من سرايا الدفاع بنصب كمين للإخوة المجاهدين في باب السلام إثر وشاية أحد تجار السلاح الذي أخبر السلطة عن مكان تسليم الصفقة بعد أن قبض ثمنها 90 ألف ليرة سورية وحين حضر الإخوة لتسليم السلاح حاول تاجر السلاح استدراجهم إلى سيارة ( فوكس فاكن) كانت تقف في مكان التسليم وتقدم الأخ جمال طعمينا من السيارة وهو يحمل بيده قنبلة يدوية نزع منها مسمار الأمان وطلب من تاجر السلاح أن يفتح باب السيارة بنفسه وتوزع الإخوة الآخرون على المداخل بالقرب من مكان التسليم .

لقد تصرف الأخ جمال حسب التعليمات التي تلقاها من القيادة لأننا لم نكن نثق بتجار السلاح أبدآ وتردد تاجر السلاح في فتح باب السيارة ولكن بعد إلحاح الأخ جمال تقدم من باب السيارة وقام بفتحه ولم تمض سوى لحظات قليلة حتى خرجت من داخل السيارة مجموعة من عناصر المخابرات كما خرجت أعداد أخرى من البيوت المجاورة وحاولوا جميعآ اعتقال الأخ جمال كذلك باشرت عشرات العناصر المتمركزة فوق أسطح المنازل المجاورة لمكان التسليم بإطلاق النار في الهواء لأجل إرباك الأخ جمال وبقية إخوانه حتى يسهل اعتقالهم .

لكن الذي حصل هو أن الأخ جمال طعمينا كان أسرع منهم حين نزع مسمار أمان قنبلته الدفاعية الثانية ولدى اقتراب عناصر المخابرات للإطباق عليه انفجرت القنبلتان بين يديه وألقى أحد الإخوة قنبلة ثالثة انفجرت وسط العناصر المحيطة بالأخ جمال .

أسفر هذا الكمين عن استشهاد الأخ جمال طعمينا رحمه الله وقتل تاجر السلاح الخائن وعدد من عناصر السلطة المجرمين بينما تمكن بقية الإخوة من الانسحاب إلى قواعدهم سالمين وذلك بعد تبادل إطلاق النار مع عناصر المخابرات .

أصيب المجرم أسد بخيبة أمل كبيرة إذ كان يتابع العملية بأعصاب متوترة وهو ينتظر نبأ اعتقال الإخوة أما المجرم ناصيف الذي حشد عناصره وضباطه واستعان بسرايا الدفاع ظنآ بمقدرته على اعتقال الإخوة لينال حظوة عند رئيسه الحقير .

لقد كانت عناية الله عز وجل وراء الأحداث وفوق الأشخاص فالله تعالى أرحم بالمجاهدين من أنفسهم .

إن دقة الإخوة والحذر الدائم والشجاعة الفائقة لديهم ومن وراء ذلك كله عناية الله تعالى منعت السلطة من تحقيق مآربها في اعتقال الإخوة .

الأخ الشهيد جمال طعمينا

الأخ الشهيد جمال طعمينا من مواليد ـ دمشق ـ مزة ـ 1958 طالب في جامعة دمشق ـ كلية الآداب ـ فرع الأدب العربي ـ ترجع معرفتي به إلى اليوم الذي انضم فيه إلى التنظيم الجهادي المسلح ضمن أسرة ضمت كذلك الأخ عصام حلاق ـ مزة ـ 1957 والأخ مأمون دقو ـ مزة ـ 1957 الذي اعتقل في بداية عام 1980 وعلى إثر اعتقاله لوحق الأخوان جمال وعصام , كان الأخ جمال واسع المعرفة , غزير العلم , كثير الاطلاع , شديد البنية , متوقد الذهن , حسن الخلق , وكان أشبه الناس بالأخ الشهيد صلاح الدين شقير رحمه الله إضافة لذلك فقد كان يخطب في مسجد الفتح القريب من منزله , شارك الأخ جمال بالعديد من عمليات الطليعة المقاتلة في دمشق عرف خلالها بهدوء الأعصاب وبدقة التنفيذ , استشهد في كمين باب السلام أسأل الله عزوجل أن يجمعنا به مع بقية الإخوة في مستقر رحمته …….

كمين لمكروباص تابع لدار البعث

في تاريخ 1980/7/26 قام مجاهدونا الميامين بنصب كمين لمكروباص تابع لدار البعث للنشر والإعلام وذلك بالقرب من دوار باب المصلى حيث أطلق الإخوة عليه الرصاص فأصيب عدد من ركابه بجراح طفيفة بينما تمكن السائق الذي لم يصب من زيادة سرعته والنجاة من رصاص المجاهدين وعاد إخوتنا بعد هذه العملية إلى قواعدهم سالمين .

عبوة ناسفة في باص للخبراء الروس

إن العلمية السابقة قد جعلت السلطة تشدد إجراءاتها الدفاعية فوضعت الحمايات على معظم المحاور التي تمر منها الأهداف الجماعية ، وحتى لا تقع في خطأ ما قررت القيادة اتباع أسلوب جديد لم تستخدمه سابقا فقامت إحدى مجموعاتنا بتاريخ 5 / 8 / 1980 باستطلاع دقيق لباص ( مان ) يستخدم لنقل الجواسيس الروس وبعد ذلك قامت بتثبيت عبوة ناسفة مؤقتة تزن 7 كيلوغرام من الديناميت في أسفل الباص الذي انفجر عند مروره في ساحة العباسيين وأحدث الانفجار دويا هائلا أدى إلى تدمير الباص تدميرا كاملا كما قتل جميع ركابه البالغ عددهم 20 شخصا بينهم بعض الحراس من عناصر المجرم أسد الذين يرافقون الجواسيس الروس ، وعقب انفجار الباص بدأت عناصر السلطة المتواجدة في ساحة العباسيين بإطلاق النار نتيجة الذعر الذي ملأ كيانهم كما قامت السلطة بزج أعداد أخرى من عناصرها لتطويق المنطقة من أجل محاصرة الإخوة المجاهدين الذين كانوا في قواعدهم آمنين .

وذهلت أجهزة السلطة لهذه العملية الذكية وعاد أزلامها وهم يجرون أذال الخيبة والحسرة وقد أشرف على تنفيذ هذه العملية الأخ أحمد زين العابدين .

المجرم النصيري يونس أنيس

 في اليوم التالي قام مجاهدونا بنصب كمين للمجرم النصيري المساعد أول يونس أنيس الذي يعمل محاسبا في فرع فلسطين والذي كان يدعى أمام جيرانه بأنه ضابط برتبة رائد وقد عرف عنه اتبزاز الأموال من أهالي السجناء ليتوسط لهم برؤية أبنائهم المعتقلين وعند خروجه من منزله الكائن في منطقة المجتهد خلف المستشفى تقدم أحد الإخوة منه وأطلق عليه النار من رشاش نوع ( ستشن ) ثم تقدم الأخ الثاني وأطلق النار عليه أيضا من مسدس رشاش فخر على الفور صريعا بينما تمكنت المجموعة من الانسحاب بسلام والحمد لله .

المقابلات التلفزيونية مع إخواننا الأسرى

في هذه الفترة ومع تغير العمليات التي أصابت نظام الغدر بالذهول اندفع التلفزيون السوري في إجراء المقابلات المختلفة مع عدد من الإخوة المعتقلين الذين عذبوا وأوذوا لكي يتفوهوا بما يطلب منهم على شاشة التلفزيون وصارت السلطة تشوه الحقائق وتزيف الوقائع وهي تلهث جاهدة لإظهار الإخوة المجاهدين بمظهر المجرمين الأشرار الذين يطلبون الصفح والرأفة من صاحب القلب الكبير والعلم الغزير والحكمة الواسعة المجرم حافظ أسد .

هذه المقابلات بحماقة القائمين عليها ودناءة أنفسهم ولؤم طبعهم لم تكن لتخدع أحدا ، إن رأي الأخ الأسير مرفوض لدينا لأنه لا يعبر عن نفسه أبدا ، إنه يعبر عن شدة التعذيب الذي تمارسه أجهزة السلطة وزبانيتها المجرمين إن أقوال هؤلاء الإخوة الذين ظهروا على شاشة التلفزيون إنما هي أقوال انتزعت تحت الضغط والإكراه لقد كانت الأنباء تصلنا تترا عن التعذيب الوحشي البشع الذي يمارس على مجاهدينا الأسرى .

 مقابلة الأخ يوسف عبيد

وكان ممن تعرض للتعذيب الشنيع من أجل مقابلة تلفزيونية الأخ يوسف عبيد وسجلت المقابلة الأولى التي لم تعجب المجرمين فعادوا للتعذيب والإرهاب ومن جديد سجلت المقابلة الثانية وتلتها الثالثة وهكذا لم تكن أي مقابلة ناجحة ولو بقدر ضئيل يمكن السلطة من عرضها ، إن التعذيب الرهيب الذي كان يستمر الساعات الطوال من أجل التلفظ بعبارات تريد السطة اتهام المجاهدين من خلالها لم يفلح في زعزعة الأخ يوسف أو شل إرادته .

لقد استخدمت السلطة المتمثلة بأجهزة القمع والإرهاب بالتعاون والتنسيق مع الجهاز الإعلامي الذي كان يشرف عليه المجرم أحمد إسكندر أحمد أخس الوسائل وأحقرها لإخراج مقابلة تبث على التلفزيون لتشويه سمعة المجاهدين ولكنها والحمد لله لم تحصل على ما تبتغيه فقد كان الأخ يوسف أصلب وأقسى من كل وسائلهم الهمجية وسيأتي اليوم الذي تتكشف فيه أساليب التعذيب المتنوعة التي تحملها إخواننا المجاهدون .

وظهر الأخ يوسف على التلفزيون وآلمني منظر الليث الجريح وقد ظهر إلى جانبه المجرم المذيع وليد السرديني المعروف بسفاهته ولؤمه وراح يطرح الأسئلة ولم تكن الإجابات تتحدث إلا عن صلاح الإخوة وتقواهم ، ونوه من طرف خفي إلى شدة التعذيب الذي عاناه وأكد في مقابلته أن المجاهدين في دمشق لم يقتلوا سوى النصيريين وكذلك أعوان السلطة من عناصر المجرمين وأظهر قوة التنظيم من خلال هذه المقابلة وأبدى ندمه لتفجير المؤسسات الاستهلاكية لسبب واحد وهو أن التجار الجشعين قد استغلوا هذه العملية لصالحهم .

وحين سأله المجرم السرديني : لماذا فجرتم المؤسسات ؟ كان الجواب صريحا وهو :

أنت تعرف موقفنا كمسلمين من النظام الاشتراكي .

وختم الأخ يوسف حديثه بضرورة المفاوضات مع السلطة لوقف إراقة الدماء .

لقد ظهر واضحآ أن السلطة تريد وقف عمليات المجاهدين بأي وسيلة كانت حتى تكسب الوقت , وأما قرارها الذي اتخذته بتصفية شباب الحركات الإسلامية فكان قرارآ لا رجوع عنه .

إن رسالة الأخ يوسف كانت عبارة عن رسالة موجهة إلينا استفدنا منها كثيرآ وفهمنا كل رموزها وعرفنا مراميها وكان لها الأثر الايجابي في صفوف الشعب الذي أعجب بجرأة الأخ يوسف وحسن كلامه ( نشير هنا إلى أن الأخ يوسف لم يتطرق إلى المجرم أسد في مقابلته نهائيآ بل ختم المقابلة بالدعاء للإخوة المجاهدين ) .

بعد عرض هذه المقابلة أصدرت قيادة المجاهدين أمرآ باستطلاع المجرم وليد السرديني وجرت عدة محاولات لاغتياله ولكن إرادة الله حالت دون ذلك إلا أننا سنسعى بإذن الله لتصفية هذا المجرم اللئيم وكل العناصر التي تؤذي المسلمين مهما استطال الزمن وبعدت الأيام , نحن لن ننسى أبدآ ماقام به هؤلاء المجرمون ولا بد أن يثمر صبرنا انتقامآ كبيرآ للإسلام والمسلمين وستثبت الأيام صدق عزيمتنا حين تتدحرج الرؤوس المجرمة فيقتل المجرم الحوراني والمجرم هيثم الشمعة وتدمر وزارة الإعلام فوق رؤوس مجرميها .

تفجير المؤسسات الإستهلاكية

دأب الطاغية الباطني حافظ أسد منذ أن وصل إلى كرسي الحكم على خداع الشعب المسلم في سورية فهو لا يترك مناسبة إلا ويحاول الظهور بمظهر الإنسان المسلم الذي يحرص على دين الله ويلتف حوله مجموعة من المنافقين المنتفعين الذين يرتدون زي العلماء المسلمين ويقومون بتلميع وجه المجرم أسد وإظهاره أمام أبناء شعبنا المؤمن بصفة الصلاح والتقوى ومن هذه المناسبات مناسبة عيد الفطر فهو يذهب إلى المسجد متأبطآ ذراع المفتي الماسوني أحمد كفتارو ويقوم بحركات الصلاة وبعد انتهائها يخرج من المسجد في تظاهرة جماهيرية حاشدة جميع أفرادها من مجرمي المخابرات الذين يلتفون حول الطاغية ويهتفون بحياته لإكمال المسرحية المعدة سابقآ بعد ذلك تتوالى نشرات الأخبار وهي تصدح بخطبة العيد التي ألقاها أحد المنافقين وفيها من المديح الكاذب ما تشمئز منه النفوس وتهزأ به العقول فتارة يجعله مناضلآ وأخرى قائدآ وثالثة يرفعه فيها إلى مراتب الألوهية وكل ذلك لقاء دراهم معدودات .

لذا قررت قيادة الطليعة المقاتلة بدمشق تنفيذ عمليات تفجير واسعة تستهدف مؤسسات النظام الإستهلاكية وكان لهذا الاختيار سببان وهما :

1ـ التنديد بتدنيس بيوت الله إثر زيارة المجرم أسد لها .

2ـ حتى يتأكد النظام أننا لا نرضخ لتهديد ولا نسير وراء تضليل وأننا لا نأخذ برأي أسير أجبر على التكلم تحت سياط الجلادين .

فإن كان الأخ يوسف قد أظهر ندمه على تفجير مؤسسات السلطة فلا يعني ذلك أن قيادة المجاهدين قد جمدت عند هذا الرأي لا بل تحركت لتفجير المؤسسات حتى يرتفع الذل والهوان عن أبناء شعبنا المسلم .

وفي تمام الساعة الخامسة والنصف صباحآ من يوم الإثنين 1980/8/11 أول أيام عيد الفطر انطلقت تسع مجموعات من إخواننا المجاهدين وقامت بزرع تسع عبوات ناسفة في تسع مؤسسات استهلاكية توزعت على الأماكن التالية :

حي الميدان ـ حي الأكراد ـ حي المهاجرين ـ قلب دمشق .

وأدت الانفجارات المتعددة في مختلف أحياء دمشق إلى استنفار كبير في صفوف المخابرات بينما تمكن إخواننا من العودة إلى قواعدهم سالمين .

وهنا نوجه الاهتمام إلى أن حجم العبوات الناسفة كان صغيرآ وذلك حتى لا يتأذى الإخوة المواطنون وكانت العملية تستهدف الناحية المعنوية لا المادية وحتى يعلم الناس بأننا نرفض نظام المجرم أسد , ومع أن العملية قد غطت مساحة واسعة من مدينة دمشق إلا أن الإعلام لم يشر لها بشئ .

عن عبد الله

شاهد أيضاً

على ثرى دمشق_التاريخ المنسي

الحملة الإعلامية المسعورة تناقلت وكالات الأنباء العالمية والإذاعات أخبار العملية على الفور دون تحديد نوعية …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *