قتل جاسوسين من المخابرات 1980/11/9
بعد هذه المداهمة بدأت السلطة بنشر أعداد كبيرة من أزلامها ومخبريها في أحياء دمشق المختلفة للتجسس على المجاهدين في محاولة منها لكشف قواعدهم وكانت فرصة مناسبة لتدريب المجموعات الجديدة على التنفيذ حيث قامت إحدى المجموعات بقتل عنصرين من المخابرات يلبسان لباس الشرطة في منطقة ـ قبر عاتكة ـ الشعبية وعادت إلى قاعدتها سالمة .
الهجوم على باص للجواسيس الروس
استمرت العمليات كما خططت لها قيادة المجاهدين حيث قررت الرجوع إلى الخبراء الروس المجرمين انتقاما منهم وعقابا لهم على جرائمهم ضد المسلمين في سورية فهم الذين يقدمون الشورى والدعم للمجرم أسد الذي يقوم بذبح الشعب السوري , تمت العملية على النحو التالي :
توزع ثلاثة من مجاهدينا على نسق واحد وهم يلبسون لباس سرايا الدفاع المموه ويحملون بأيديهم البنادق الروسية بشكل علني واضح فظنهم الناس من سرايا الدفاع وعند وصول الباص المقرر ضربه إلى مكان الكمين قام اثنان من المجاهدين بإطلاق النار عليه من بنادقهم الروسية من مكان قريب جدا بينما قام الأخ الثالث بإلقاء عبوة ناسفة باتجاه الباص انفجرت بالقرب منه مما أدى إلى قتل وجرح معظم ركاب الباص البالغ عددهم 40 شخصا وهم إما خبراء أو عناصر مرافقة , كان تاريخ هذه العملية 1980/11/17 يوم الإثنين الساعة الثانية والنصف ظهرا حين انصراف سرايا الدفاع وقد صادف ضرب الباص مرور سيارة جيب تسير خلفه يستقلها ضابط برتبة نقيب من سرايا الدفاع مع ثلاثة عناصر يرافقونه وتمكن أحد الإخوة من إطلاق النار عليهم من بارودته الروسية فقتلوا جميعا قبل أن يتمكنوا من القيام بأي حركة , وفور انتهاء العملية ترجلت أعداد كبيرة من سرايا الدفاع التي كانت داخل سياراتها الزيل المارة بالمنطقة وبدأت هذه العناصر بإطلاق النار بشكل عشوائي في كل الاتجاهات وهي بحالة مضحكة من الخوف والهلع وقامت هذه العناصر بتطويق أحد الأبنية المجاورة اعتقادا منها أن الإخوة قد التجأوا إليه وفتشت البناء بشكل دقيق دون أن تعثر للمجاهدين على أي أثر أما الإخوة فقد عادوا إلى قواعدهم سالمين .
كان أمير هذه العملية الأخ محمد الشيخ علي ـ أبو ياسر ـ وقد سببت ضيقا للمجرم حافظ أسد لدى أسياده الروس فقد كانت السلطة الروسية مستاءة لذلك أما السفير الروسي بدمشق فكان يكرر مقولته للمجرم رفعت أسد إثر كل عملية ضد الأهداف الروسية ( إنكم تضعون لضابط نصيري برتبة نقيب 4 أو 5 عناصر مرافقة له وتتركون هؤلاء الخبراء ذوي الرتب العالية بدون حماية ) .
بعد هذه العملية استنفرت السلطة استنفارا كاملا تحسبا لوقوع عمليات جديدة ولم يتوقف المجاهدون عن التنفيذ بل استمروا بمهاجمة السلطة عبر الأهداف المختلفة مما أدى إلى ارتباك السلطة المجرمة وتشتيت إمكانياتها .
العمليات المالية
قررت قيادة الطليعة المقاتلة مهاجمة الأهداف المالية وذلك بسبب الحاجة الماسة للأموال من أجل تأمين الدعم المالي للتنظيم ، لقد كنا في السابق نحجم عن مثل هذه العمليات حتى لا تستغلها السلطة ضد المجاهدين فتصورهم وكأنهم مجموعة من اللصوص الذين امتهنوا السلب والنهب في فترة كان التنظيم فيها مجهولا من قبل الشعب ولكن بعد سقوط هذه الأعداد الكبيرة من الشهداء عرف كل شعبنا أن شباب التنظيم الجهادي هم خيرة أبنائه وعليه فإن هذه الأموال ستوضع في خدمة العمل الجهادي وليس لجيوب الإخوة المجاهدين .
مصرف التسليف الشعبي
ففي 19 / 11 / 1980 قام مجاهدونا باقتحام مصرف التسليف الشعبي في منطقة الميدان بمدينة دمشق حيث اتعقلوا موظفيه وغنموا مبلغا من المال قدره 36 ألف ليرة سورية وتمكنوا من الانسحاب سالمين دون أن يتعرض أحد من الناس للأذى .
مقر نقابة اللحامين
وبتاريخ 27 / 11 / 1980 قام مجاهدونا باقتحام مقر نقابة اللحامين بدمشق والذي يقع في منطقة الفحامة وغنموا مبلغا من المال قدره 300 ألف ليرة سورية دون إلحاق الأذى بأي من المواطنين وعاد إخوتنا إلى قواعدهم سالمين .
هنالك فكرة يجب تبيانها وهي أننا في كل ظروف عملنا لا ننسى ضباط المخابرات المجرمين هؤلاء الذين يحملون سياط الإذلال لشعبنا ويقومون بأبشع الأدوار ضد مجاهدينا ويتولون محاربة عقيدتنا وديننا في كل الأوقات والظروف وكلما اكتشف المجاهدون أمر أحدهم فإن قرار التنفيذ يكون سريعا وذلك قبل أن يتمكن المجرم من الإفلات .
نصب كمين للمجرم محمد سيفو
وفي تاريخ 30 / 11 / 1980 الموافق ليوم الأحد بعد استطلاع دقيق استمر فترة طويلة من الزمن قام مجاهدونا الأشاوس بنصب كمين مركز في الساعة الثالثة ظهرا للمجرم محمد سيفو رئيس فرع المزرعة التابع للمخابرات وذلك أثناء عودته إلى منزله الذي يقع في حي المهاجرين وقد نصب الكمين في منطقة العفيف حيث يمر المجرم مستقلا سيارته وهي من نوع مرسيدس ( 280s ) بداخلها 3 عناصر مرافقة وخلفها تسير سيارة مرافقة أخرى بداخلعا 4 عناصر وقد تمت العملية على الشكل التالي :
توزع ثلاثة من مجاهدينا على نسق واحد وحين اقترب المجرم من الإخوة انقض الأخ عبد الصمد أمير العملية على سيارة المرسيدس وأطلق النار من رشاش نوع شناير عيار 9 ملم على المقدم وعناصره المرافقة له فأصيبوا جميعا بإذن الله وأدخل الأخ يده داخل السيارة ليفرغ بقية طلقات رشاشه في صدر المقدم محمد سيفو بينما قام الأخوان الآخران بإطلاق النار من مسدسين رشاشين عيار 9 ملم على سيارة التويوتا المرافقة لسيارة المقدم فقتل فيها ثلاثة عناصر على الفور بينما تمكن الرابع من النزول فما كان من أمير العملية إلا أن اقترب منه وأودعه عدة طلقات من مسدسه وانسحبت المجموعة بسلام .
ذهل ضباط المخابرات لهذه العملية الجريئة فزجوا أعدادا كبيرة من عناصرهم إلى المنطقة وقاموا بعملية بحث واسعة عن الإخوة المجاهدين عادوا بعدها وهم يجرون أذيال الخيبة وقد ملئت قلوبهم رعبا من الإخوة المجاهدين .
تنفيذ حكم الله بالمجرم النصيري حسن علي الخير
كان قرار قيادة المجاهدين في دمشق هو استمرار هذه العمليات وذلك لإعادة ثقة الشعب بطليعته المقاتلة بعد المجزرة التي حلت بين صفوف المجاهدين إثر عمليات التنظيم الجديد .
ففي تاريخ 1980/12/13 من يوم الأربعاء الساعة السابعة صباحا قام اثنان من مجاهدينا بتنفيذ حكم الله بالمجرم النصيري المحامي حسن علي الخير أمام منزله في منطقة الميدان ـ منصور ـ وقتل معه سائقه أيضا .
ويشغل المجرم منصب مدير العلاقات العامة في مؤسسة الإسكان المدنية بالإضافة إلى منصب هام في مؤسسة الإسكان العسكرية , وهو من مواليد القرداحة 1930 ومن أقرباء المجرم رفعت أسد ومن المقربين إليه أيضا ونقلت جثة هذا المجرم إلى القرداحة حيث شيعت هنالك واشترك في تشييعه عدد كبير من زعماء الطائفة النصيرية الذين رأوا بأم أعينهم حصاد الهشيم الذي زرعوه في سورية .
مديرية التموين
في نفس اليوم وفي الساعة الخامسة مساءا اقتحمت مجموعة من الإخوة المجاهدين مديرية التموين الواقعة في منطقة باب الجابية بمدينة دمشق وغنمت مبلغا من المال قدره مليون ومائتي ألف ليرة سورية وعادت المجموعة إلى قاعدتها سالمة هذا ولم يصب أحد من المواطنين بأي أذى .
كان هذا اليوم بعمليتيه الموفقتين أسوأ أيام المجرم حافظ أسد حيث قتل قريبه المجرم حسن الخير ودخل بيت مال المجاهدين هذا المبلغ الكبير من المال فلله الحمد والمنة .
قتل المخبر المجرم ديب الكردي
وفي اليوم التالي 1980/12/14 كلفت مجموعة من الإخوة بقتل المجرم المخبر ديب الكردي في منطقة سوق ساروجا وعادت المجموعة إلى قاعدتها سالمة بعد تنفيذ العملية .
المجرم عبد الكريم رجب
ننعطف بحديثنا مرة أخرى إلى المجرم المخبر عبد الكريم رجب الذي أدى دورا إجراميا كبيرا لصالح السلطة في مدينة دمشق وقرر المجرم ناصيف استخدامه لضرب تنظيم الطليعة المقاتلة في مدينة حماة فهو من مدينة حماة ويعرف عددا من الإخوة في الطليعة المقاتلة هناك وقد رافقه في مهمته القذرة هذه الرائد المجرم هيثم الشمعة مع تسعين عنصرا وصلوا إلى مدينة حماة لنصب كمين للأخ خليل الشققي الذي كان على موعد مع المجرم عبد الكريم رجب كان الإخوة في حماة يعلمون حقيقة المجرم عبد الكريم رجب لذلك جاء الأخ خليل إلى مكان اللقاء وبصحبته عدد من الإخوة الذين توزعوا في المنطقة بشكل جيد حيث تم استدراجه إلى خارج نطاق الكمين بطريقة ناجحة وأخذ إلى إحدى القواعد حيث اعترف هنالك عن جرائمه بكل صراحة وعلى الفور نفذ الإخوة حكم الله فيه رميا بالرصاص ولم يقوموا بأي عملية تعذيب له وأخذت صورته وهو مضرج بدمائه وأرسلت إلى مدينة دمشق وكم كانت المفاجأة كبيرة للمجرم ناصيف وبقية ضباط المخابرات حين وزع المنشور الذي يحمل صورة المجرم عبد الكريم رجب مضرجا بدمائه وقد بين المنشور جرائمه وأكد على المصير المحتم لكل مجرم تسول له نفسه الوشاية بالمجاهدين وقد عاد الإخوة الذين وزعوا المنشور إلى قواعدهم سالمين .
لقد ترك هذا المنشور ذعرا كبيرا وهلعا شديدا في نفوس المخبرين الحقيرين حين رأوا مصير المجرم عبد الكريم رجب .
مسجد الغواص
قبل أن نتابع سرد هذه السلسلة من العمليات الناجحة التي نفذها مجاهدونا الميامين في الشهر الأخير من عام 1980 لابد لنا من ذكر بعض الأحداث الهامة التي حصلت في تلك الفترة حيث تبرز على الساحة قضية مسجد الغواص ومداهمة عدد كبير من طلابه في حي الميدان وأيضا قبل أن ندخل في الحديث عن المداهمات وما رافقها من تأزم كبير في الموقف الأمني لا بد من الحديث عن بداية الاتصالات التي تمت مع طلاب مسجد الغواص .
بداية الاتصال
إن معرفتي بالأخوين مأمون قباني ـ أبو أنس ـ ونبيل حبش ـ أبو عماد ـ ترجع إلى عام 1973 إذ أننا نشأنا في حي واحد وفي بيئة واحدة والتقينا ضمن جماعة واحدة ألا وهي جماعة الإخوان المسلمين كان الأخ توفيق بركات ـ أبوطلحة ـ رئيس الجناح الذي ينتمي إليه , وقد استمرت هذه العلاقة حتى اعتقال الشيخ مروان رحمه الله عام 1975 .
اختار الأخوان مأمون قباني ونبيل حبش العمل في مسجد الغواص أما أنا وبعض الإخوة فقد اخترنا متابعة العمل الجهادي المسلح ضمن التنظيم السري الذي شكل بعد اعتقال الشيخ مروان حديد رحمه الله , أما الأخ توفيق بركات فقد غادر سورية إلى لبنان بعد أن فقد قدرته على الحركة في تلك الفترة ثم اعتقلته السلطة المجرمة بعد دخول الجيش السوري إلى لبنان وأحضرته إلى سورية ليعذب في سجونها العذاب الرهيب للاعتراف على الأعداد الكبيرة من الشباب المنظمين ضمن الجناح الذي يرأسه ولكنه كان طودا راسخا من الإيمان بالله عزوجل فلم تستطع السلطة أن تجبره على الاعتراف وفي اعتقادي الآن أن السلطة المجرمة قد أعدمته في السجن .
إذا فقد افترقت عن الأخوين مأمون ونبيل عام 1975 ولكن علاقتنا كانت بمستوى جيد وقدر الله تعالى لي الانقطاع عنهم من عام 1975 إلى عام 1978 وذلك للظروف الأمنية الصعبة التي كنت أعاني منها في تلك المرحلة من الزمن وحتى لا أعرضهم للاعتقال من قبل السلطة إذ أنها كانت تحاول جاهدة وبشتى الأساليب معرفة أصدقائي لاعتقالهم وفي منتصف عام 1979 بعد أن تصاعدت عمليات المجاهدين في دمشق بشكل ملحوظ وبدأت تستأثر لاهتمام الناس وتعاطفهم وظهرت ثقة الشعب الكبيرة بمجاهديه بلغني أن الأخوين مأمون ونبيل متفاعلان تماما مع الخط الجهادي المسلح ولكنهم غير متأكدين من هوية القائمين بالتنفيذ وحرصا مني على سلامتهما فقد اتصلت بهما بعد أن سمحت القيادة بذلك وكان لقاءا حارا بعد افتراق دام عدة سنوات وراح الأخوان نبيل ومأمون يطرحان الأسئلة لاستيضاح حقيقة الموقف وأبعاده الصحيحة وبعد أن بينت لهم طبيعة المرحلة التي كنا نعيشها بشكل كامل طلبت منهما أن يحافظا على سرية اللقاء ومادار خلاله وتكررت اللقاءات بيننا واقترح الأخوان ضم الأخ مصباح القاسم إلى المجموعة الجديدة وتم ذلك بسرية كاملة .
وجهة نظر
كان الإخوة الثلاثة موجهين في مسجد الغواص ولديهم عدد جيد من الطلاب لذلك أرادوا دعوة طلابهم إلى طريق الجهاد المسلح وقوبل طلبهم هذا بعدم موافقتي عليه بتاتا وذلك للأسباب التالية :
1 _ عدم توريط الإخوة صغار السن في عمل مسلح لا يعرفون صعوباته ومشاقه خاصة في مدينة مثل مدينة دمشق
2 _ إن هؤلاء الإخوة سوف يصبحون عالة علينا في حال ملاحقتهم بسبب صغر سنهم .
3 _ إن أسلوبنا الذي نعتمده في حرب النظام هو أسلوب حرب العصابات وأسلوبنا هذا لا يحتاج إلى الأعداد الكبيرة
من الإخوة وبالتالي فإن وجود الأعداد الكبيرة سوف يحد من قدرة التنظيم ونشاطه وسيكون عبئا كبيرا لا طاقة
لنا به في خضم الضغط الأمني الهائل الذي تمارسه السلطة بسبب نجاح العمليات المستمر .
4 _ إن انكشاف أحد هؤلاء الطلاب أمام السلطة بأنه من التنظيم الجهادي المسلح سوف يعطي السلطة فرصة
لاعتقال كل الطلاب وإغلاق المسجد .
واقتنع الإخوة بالأسباب التي بينتها فقد كانوا حريصين على سلامة طلابهم من أن يقعوا بين براثن السلطة .
فوضى التنظيم الجديد
استمرت لقاءاتنا بشكل سري مضبوط , وفي الشهر الخامس عام 1980 نزلت مجموعات من خارج سورية وشكل التنظيم الجديد الذي بدأت عناصره كما بينا في السابق بالاتصال بالقاعدة الإسلامية في مختلف مناطق دمشق وكان من ضمن هذا الاتصال الذي حصل مع بعض طلاب مسجد الغواص وقمنا بالتحرك السريع لتلافي أخطار هذا الاتصال لتطويق الأخطاء قبل أن يتفاقم أمرها وقد ساعدنا الأخ غالب رحمه الله في هذا الأمر ولكن تيار الفوضى كان أكبر حجما مما تصورنا والهدم أسهل من البناء وقد حاولنا حل جميع المشاكل والأخطاء التي علمنا بها ولكن إرادة الله شاءت أن تستفحل الأمور بشكل خطير في وقت اشتدت فيه المحنة علينا وازداد البلاء وتأزمت الأوضاع بسرعة كبيرة وقدر الله تعالى أن يعتقل الأخوان : محمود السخني وفايز دبورة وهما يستقلان سيارة هوندا والأخوين من طلاب الأخ مأمون قباني ـ أبوأنس ـ تبين لنا فيما بعد أن الأخ فايز دبورة كان شاهدا في عقد شراء بيت تابع للتنظيم الجديد وقد انكشف أمر البيت للسلطة فاعتقلت الأخ فايز وصديقه محمود .
أشير هنا إلى أن الأخ مصباح القاسم أصبح ملاحقا منذ 1980/4/13 من قبل السلطة التي لم تعتقل أيا من طلابه لعلمها اليقيني أنهم لا يعرفون شيئا عن علاقة الأخ مصباح بالمجاهدين ولكن بعد اعتقال الأخوين فايز ومحمود شددت السلطة من ضغطها على أهل الأخ مصباح واعتقلت شقيقه رهينة عنه .
حملة السلطة على طلاب مسجد الغواص
في نهاية الشهر الحادي عشر وبداية الشهر الثاني عشر من عام 1980 توفرت معلومات مؤكدة لدى قيادة المجاهدين تفيد بأن السلطة عازمة على اعتقال طلاب الأخوين مصباح القاسم ومأمون قباني ولكن القيادة كانت تعلم أن جميع الطلاب ليس لهم أي علاقة تنظيمية مع المجاهدين وبناءا على ذلك فقد كلف الأخ مأمون قباني بإبلاغ طلابه وطلاب الأخ مصباح بنوايا السلطة اتجاههم وظهر لنا من جديد وجود علاقة تنظيمية لبعض الطلاب مع التنظيم الجديد انقطعت بعد المجزرة وقبلت القيادة ضمهم إليها وتم نقلهم إلى قواعد الطليعة المقاتلة إنقاذا لهم مما ينتظرهم من تعذيب وإذلال داخل سجون السلطة وبالفعل فقد حصل ما توقعناه من أمور فقد قامت السلطة بمداهمة الإخوة التالية أسماؤهم في ليلة 1980/12/9 :
الأخ مأمون قباني _ الأخ لؤي شنار _ الأخ زياد الحريري _ الأخ صفوح جبر _ الأخ ياسين صالحاني _ الأخ أنور بسيمي _ الأخ أحمد اللحام _ الأخ عامر شموط _ الأخ تيسير مراد _ الأخ أحمد راعي البلها ـ الأخ محمود شموط ـ الأخ مروان خطاب ـ الأخ أيمن سليمان ـ الأخ عمران القهوجي ـ الأخ أبو مالك ـ الأخ أبو ياسر ـ الأخ أبو الفتوح ـ الأخ أبو بلال .
وقد اعتقل منهم هذه الليلة الإخوة :
1 ـ صفوح جبر ( الذي حاول الإفلات من بين أيديهم فأطلقوا عليه النار وأخذ جريحا ) .
2 ـ أحمد راعي البلها . 3 ـ أنور بسيمي . 4 ـ شاهر شموط شقيق عامر شموط . 5 ـ عمران قهوجي .
أما الباقون فقد غادر قسم منهم سورية وانضم قسم آخر إلى مجاهدي الطليعة المقاتلة ، كما اعتقل بعد اسبوعين من طلاب المسجد الإخوة :
1 ـ وليد شقيري . 2 ـ خالد العربي . 3 ـ زهير علي ديب . 4 ـ نضال درويش .
في حملة أخرى قامت بها السلطة لاعتقال طلاب المسجد .
هذه الاعتقالات لم تكن لتؤثر على سير عمليات التنفيذ في مدينة دمشق وبالعكس من ذلك فقد أثرت تأثيرا كبيرا على السلطة التي منيت بخيبة الأمل إثر نجاة هؤلاء الإخوة الذين خططت لاعتقالهم بدقة متناهية بعد مراقبة طويلة وبدأت السلطة بحملات اعتقال كثيفة راح ضحيتها عدد كبير من الأبرياء الذين زجوا في سجون السلطة دون إثبات أي تهمة عليهم وبدا واضحا عزم السلطة على الانتقام من الشعب الذي بدأت معنوياته بالارتفاع بعد أن استعاد المجاهدون نشاطهم في دمشق وحماة وحلب كما أنها بدأت بإعداد العدة لعمليات تمشيط واسعة في مدينة دمشق في محاولة منها للوصول إلى قواعدنا بعد أن تبين لها تضخم حجم التنظيم .
كانت عملياتنا تتصاعد بشكل مستمر وذلك من أجل إشغال السلطة المجرمة عن البطش بالأبرياء ومن أجل إعادة هيبة التنظيم الجهادي كما كانت قبل مجزرة ما بين العيدين .
نصب كمين للنقيب أديب حيدر
وفي تاريخ 10 / 12 / 1980 قامت مجموعة من مجاهدينا بنصب كمين لسيارة من نوع ( لاندروفر ) تقل النقيب النصيري في الشرطة العسكرية أديب حيدر مع أربعة عناصر يرافقونه لحمايته وحين وصلت سيارة المجرم إلى مكان الكمين في منطقة المهاجرين ـ شورى ـ موقف زين العابدين فتح مجاهدونا النار من رشاشاتهم نوع شناير عيار 9 ملم باتجاه المجرم ومرافقيه فقتل اثنان منهم بينما جرح النقيب مع العنصرين الآخرين اللذين تمكنا من إطلاق النار فأصيب أحد الإخوة المنفذين يجراح طفيفة وانسحب الإخوة ومعهم الأخ الجريح بسلام .
مداهمة إحدى قواعدنا في منطقة نهر عيشة
وبعد ثلاثة أيام أي بتاريخ 13 / 12 / 1980 داهمت السلطة المجرمة قاعدة لنا في منطقة نهر عيشة إثر اعتراف من أحد الإخوة وعلى الفور حدث اشتباك بين الإخوة وبين عناصر المخابرات استمر مدة نصف ساعة استخدم الإخوة في هذا الاشتباك البنادق الروسية وعددا من العبوات الناسفة وأسفر في النهاية عن قتل وجرح عدد من عناصر السلطة . واستشهد الأخ عامر شموط ـ مواليد ـ دمشق ـ عام 1961 ، واعتقل الأخ أحمد اللحام ـ مواليد ـ دمشق ـ عام 1961 حيث أخذ إلى المستشفى جريحا .
نظرة لهذه المرحلة
هذه المرحلة ـ أي مرحلة ما بعد المجزرة ـ كانت سجالا بيننا وبين السلطة قدمنا فيها عددا كبيرا نسبيا من الشهداء وذلك بسبب المعلومات التي تجمعت لدى السلطة عن طرق المجاهدين في الحركة والعمل ، لقد عرفت السلطة الغاشمة كثيرا من الخيوط التي تدل على تنظيم الطليعة المقاتلة بسبب التداخل الذي حصل مع التنظيم الجديد ورغم صعوبة المرحلة وقسوتها علينا إلا أننا قررنا أن نواجه قدرنا بصلابة وقوة ووطنا أنفسنا على تحمل أشد التبعات والمشاق وكنا على استعداد دائم للموت في سبيل الله حتى تنفرج الأوضاع وتزول الخيوط التي تمتلكها السلطة عن التنظيم وبذلك يعود التنظيم إلى سيرته الأولى في سريته المطلقة .
كانت السلطة تتخبط في ادعاءاتها وتتعثر في أكاذيبها ولم تكن لتدع أي طريقة مهما بلغت حقارتها لتشويه سمعة المجاهدين عند أبناء الشعب ولم تصمت أبواقها لحظة واحدة عما تفتريه من كذب وبهتان وكان من ضمن افتراءاتها الكاذبة ما كانت تدعيه عن المجاهدين من أنهم يعانون سكرات الموت وأنها أي السلطة ستتمكن عما قريب من تصفية الجيوب المتبقية على الساحة منهم وذلك خلال فترة قصيرة من الزمن ، رافق هذه الحملة الإعلامية حملة اعتقالات واسعة شملت حماة وحلب أسفرت عن اشتباكات عنيفة بين الإخوة المجاهدين وبين عناصر السلطة وكان لا بد لنا من إسماع صوتنا لكل العالم ـ شرقيه وغربيه ـ وذلك بالقرار الذي اتخذته قيادة الطليعة المقاتلة بتنفيذ حكم الله باثنين من أعوان السلطة وهما :
المجرم عدنان لاذقاني :
قامت إحدى مجموعاتنا بتاريخ 16 / 12 / 1980 يوم الثلاثاء بتنفيذ حكم الله بالمجرم عدنان لاذقاني وهو مخبر معروف ومنافق متشدق يدعى أنه من علماء المسلمين كذبا وزورا وبهتانا كان لهذا المجرم نشاط واسع في مساندة سيده المجرم حافظ أسد فقد اشترك في حملة مداهمة المساجد ولم يكن يتوانى عن إبلاغ السطة بكل من يشتبه به من الناس بأن له علاقة بالمجاهدين وإضافة لذلك فهو من خطباء السلطة المعدودين الذين تفننوا في تلفيق التهم الباطلة للإخوة المجاهدين لقد تم تنفيذ حكم الله فيه أمام منزله الكائن في منطقة الشويكة الساعة الخامسة مساءا وقتله الله على الفور وتمكن مجاهدونا من العودة إلى قواعدهم سالمين .
الدكتور المجرم جوزيف صايغ :
في نفس الوقت تحركت مجموعة أخرى من مجاهدينا وقامت بنصب كمين للدكتور المجرم جوزيف صايغ أمام عيادته في منطقة السبع بحرات الكائنة مقابل مجلس الوزراء وتم قتله على الفور وعاد مجاهدونا إلى قواعدهم سالمين .
ومن الجدير بالذكر في هذا المجال أن المجرم جوزيف صايغ مدرس نصراني في كلية الطب بجامعة دمشق وهو أحد أطباء المجرم أسد ويعتبر من أكبر عملاء المخابرات الأمريكية في مدينة دمشق , ذهلت السلطة لهاتين العمليتين الجريئتين واضطرت لاعتبارات مختلفة أن تعلن عن مقتل هذين المجرمين بالإذاعة والتلفزيون ووجهت اتهاماتها إلى مجاهدي الطليعة المقاتلة وراحت تهدد وتتوعد بأنها ستنتقم وستصفي المتعاطفين من أبناء الشعب مع المجاهدين .
وفي اليوم التالي شيع المجرمان في جنازتين رسميتين انطلقت إحداهما من المسجد والثانية من الكنيسة لتؤكد أمام العالم كذب السلطة وبطلان ادعاءاتها عن طائفية المجاهدين .
حوادث التمشيط
سببت هاتان العمليتان حرجا بالغا للسلطة وأعوانها فقامت بزج كل قواها للقضاء على مجاهدينا بأسرع ما يمكن ولكن هاهي الأحداث تشير إلى عجزها عن القضاء على المجاهدين وهذا من فضل الله تعالى .
وفي اجتماع لكبار ضباط المخابرات مع المجرم أسد عبر المجرم حافظ أسد عن غيظه وحنقه لاستمرار العمليات الجريئة ضد نظامه وحمل ضباط المخابرات مسؤولية ذلك لتقاعسهم وتقصيرهم في تأدية مهامهم مذكرا إياهم بأن كل تأكيداتهم السابقة حول القضاء على المجاهدين كانت زورا وكذبا ظاهرا وطالبهم بالقضاء على المجاهدين في دمشق مهما كلف الثمن وطلبوا منه بدورهم أن يمنحهم صلاحيات تخولهم القيام بعمليات تمشيط واسعة في مدينة دمشق وتسمح لهم بانتهاك حرمات البيوت الآمنة والدخول لتفتيشها بعد منتصف الليل على طريقة الجيش الإسرائيلي وسمح المجرم أسد لهم بكل ذلك ووضع تحت أيديهم كل ما أرادوه من إمكانيات بينما أكدوا له أنهم سوف يقضون على المجاهدين ولو كانوا كالسمسم على وجه الأرض .
كانت هذه المرحلة جديدة من مراحل الجهاد الدامي في دمشق مع السلطة الباغية فقد زجت السلطة بكل إمكانياتها دفعة واحدة في عملية استنفار هائلة فنصبت الكمائن في معظم مناطق دمشق ونشرت مخبريها في كل مكان ورافق ذلك كله عمليات تمشيط مستمرة شملت أجزاء كبيرة من مدينة دمشق وكانت ملحمة من ملاحم البطولة والفداء سطرها إخوتنا المجاهدون على ثرى دمشق الطاهر وستتناقل الأجيال أحاديث العمالقة الأفذاذ الذين تحدوا السلطة وتكبرها وجبروتها وكل وسائلها المتطورة فاستمروا بعملياتهم الجهادية بإيمان راسخ وعزيمة شماء وقلب ثابت لا يتزعزع أمام الأهوال ولا ينكسر أمام الشدائد , لقد عاش شعبنا الصابر هذه المرحلة وشعر بثقلها على المجاهدين وكان يرى بأم عينيه آلاف المجرمين وهم يطوقون أحياء سكنية بكاملها ومن ثم يفتشونها بيتا بيتا يزرعون الخوف والرعب في قلوب الآمنين الأبرياء وكل ذلك بادعاء السلطة من أجل البحث عن المجاهدين الذين ما فتئوا يوجهون الضربة تلو الضربة للنظام الطائفي المستبد .
الأخ الشهيد رياض العجمي
وفي خضم الأحداث وملابساتها شاهد مخبر حقير أحد الإخوة القياديين في منطقة الحقلة بحي الميدان فبلغ عما رأى وعلى إثر ذلك قامت مجموعات كبيرة من عناصر السلطة بإمرة الرائد هيثم الشمعة وبتقدير من الله العلي القدير وقع الأخ المجاهد رياض العجمي ضمن الكمين المذكور أثناء مروره بالمنطقة وأراد عناصر المخابرات تفتيشه مما اضطره للاشتباك معهم فقتل اثنين منهم على الفور ونزع قنبلة يدوية من حزامه وأزال مسمار أمانها وبدأ بالجري وهو يطلق النار على المجرمين فأصاب عددا منهم أثناء انسحابه وحين ابتعد عن مركز الكمين مسافة 400 متر ووصل إلى أحد المنعطفات كانت جنة الخلد بانتظاره بإذن الله إثر طلقات آثمة أطلقها مجرم من عناصر السلطة فسقط الجسد على الأرض وانطلقت الروح الطاهرة محلقة نحو بارئها .
الأخ رياض العجمي : مواليد ـ دمشق ـ مهاجرين ـ 1958 ـ كلية الطب سنة رابعة وانخرط في صفوف الإخوان المسلمين منذ نعومة أظفاره والتقى بالشيخ مروان حديد كما شارك في معسكرات التدريب عام 1975 , كان الأخ رياض حافظا لكتاب الله تعالى وقد دفعه شغفه الشديد بالعلم إلى المواظبة على دروس العلماء في دمشق , كما أنه رياضيا قوي الجسم .
عرف بلطف معشره وشدة ذكائه واتساع نشاطه , لوحق من قبل السلطة عام 1978 وشارك في العديد من عمليات الطليعة المقاتلة في دمشق : عملية الخبراء الروس ـ فحامة ـ عمليتي الحريقة , العميد مصطفى حيدر , دورية مترجلة في منطقة السويقة , بالإضافة إلى العديد من عمليات التفجير المختلفة .
لقد اتصف الأخ رياض بهدوء أعصابه وثبات قلبه وشدة انتباهه إضافة إلى خبرته الحركية الواسعة في قيادة المجموعات المقاتلة لذلك يمكنني القول : أن الأخ الحبيب كان أحد الأركان الهامة في تنظيم الطليعة المقاتلة بمدينة دمشق وشاء الله تعالى أن يختاره إلى جواره في جنان الخلد ….لقد كان استشهاد الأخ رياض الساعة الخامسة مساءا وكنت على موعد معه في هذا الوقت ولم يحضر .
قتل المجرم درويش الزوني
في نفس الوقت كانت الأوامر قد صدرت إلى إحدى مجموعاتنا بتنفيذ حكم الله بالمجرم النصيري المحامي درويش الزوني وقد تمكنت المجموعة من اقتحام مكتبه الكائن قرب القصر العدلي بدمشق وقد قتله الله على الفور وكان ذلك في الساعة السادسة والنصف مساءا وعاد أفراد المجموعة إلى قواعدهم سالمين .
ويعتبر المجرم المذكور أحد أركان النظام الدكتاتوري المستبد وهو من المستشارين المقربين إلى المجرم أسد وقد شغل المجرم درويش الزوني عددا كبيرا من المناصب الهامة :
1 ـ عضو القيادة المركزية للجبهة الوطنية التقدمية .
2 ـ عضو المكتب السياسي لحزب الوحدويين الاشتراكيين .
إضافة إلى عدد آخر من المناصب وقد كان دوره بارزا في إسقاط نقابة المحامين الحرة واعتقال أعضائها كما يعتبر أحد المؤسسين لحزب البعث ومن المشاركين بانقلاب الثامن من آذار المشؤوم وقد رافق المجرم حافظ أسد ضمن وفد مؤلف من خمسة أشخاص لمباحثات الوحدة مع نظام المجرم معمر القذافي ، أصاب السلطة ذهول كبير من هذه العملية الجريئة ولم تستطع التكتم عليها إذ أن المجرم المذكور يشغل مناصب مختلفة وهو معروف عربيا ودوليا لذلك أذاعت نبأ قتله في الساعة الثامنة والنصف مساءا من الاذاعة والتلفزيون وذكرت نبذة عن حياته وعما يشغله من مناصب ووجهت اتهاما واضحا إلى الطليعة المقاتلة حول مقتله وتهددت نظامي الحكم في الأردن والعراق في محاولة لتبرير عجزها الظاهر للحد من عمليات المجاهدين داخل سورية .
مداهمة قاعدة في منطقة نهر عيشة
في نفس الليلة قامت أعداد كبيرة من عناصر المخابرات بتطويق منطقة نهر عيشة في حي الميدان وقامت بتفتيشها بيتا بيتا وشاءت إرادة الله أن يكون الأخ طريف عبد الصمد داخل قاعدة لنا في هذه المنطقة وشعر الأخ طريف بعناصر المخابرات وهي تحاول تطويق المنطقة استعدادا للتمشيط ورآهم وهم يتجمعون في ساحة مقابلة للمنزل فاستغل هذه الفرصة الذهبية وألقى من أعلى البناء الذي يقطن فيه أربع عبوات ناسفة كبيرة انفجرت وسط التجمع قبل أن يتمكن المجرمون من القيام بأي حركة وأتبع ذلك بإطلاق نيران غزيرة من بارودته الروسية فأصاب أعدادا كبيرة منهم واستمر الاشبتاك عنيفا مدة نصف ساعة تقريبا استخدمت السلطة فيه كثافة نارية شديدة حين بدأت مئات العناصر التي تطوق المنزل بإطلاق النار بشكل غزير مما أدى إلى استشهاد الأخ طريف رحمه الله تعالى وأسكنه فسيح جنانه بعد أن أوقع في صفوفهم 47 إصابة بين قتيل وجريح .
استاءت السلطة من حجم خسائرها الكبيرة فعملت على الانتقام من الشهيد باعتقال أهله .
كان الأخ طريف عبد الصمد رحمه الله صديقا للأخ الشهيد درويش جانو وكان يمتلك قدرات واسعة فهو عالم مثقف شديد الذكاء ذو نشاط واسع في الدعوة إلى الله تعالى كما أنه خطيب مسجد وإضافة لكل ذلك فقد اتصف بالتضحية الكبيرة وكرمه الأصيل .
كانت ملاحقة الأخ الشهيد عام 1980 إثر بعض الأخطاء التي ارتكبها الإخوة الذين أتوا من خارج سورية للتنظيم الجديد ، ساهم في تنفيذ العديد من عمليات الطليعة المقاتلة في دمشق منها :جوزيف صايغ ، مكرو باص البوابة .
مداهمة إحدى قواعدنا في منطقة القدم
استمرت السلطة في بحثها عن الإخوة المجاهدين وذلك باستمرارها في عمليات التمشيط التي ترافقت مع حملة اعتقالات جديدة وشاءت إرادة الله أن يعتقل الأخ نضال درويش ويعترف تحت التعذيب الشديد على منطقة سكن الأخ مصباح القاسم وإخوانه وعلى الفور دفعت السلطة بأعداد كبيرة من قواتها إلى حي القدم وقامت بعمليات تمشيط واسعة في المنطقة وحين شعر الأخ مصباح وإخوانه بعناصر المخابرات وهي تقترب من القاعدة التي يسكنونها خرج الأخ مصباح وهو يطلق النار من بندقيته الروسية على عناصر المخابرات المتجمعة وقام الإخوة بإلقاء عدة عبوات ناسفة باتجاه المجرمين ودارت معركة حامية الوطيس استمرت حوالي 20 دقيقة وقد استشهد الأخ مصباح في بدايتها ، هذا ولم يتمركز الإخوة داخل القاعدة لأنها غير صالحة للدفاع من داخلها لذلك فقد خرجوا منها ودار الاشتباك في البستان القريب من القاعدة واستشهد الإخوة بعد أن أوقعوا أكثر من ثلاثين إصابة بين قتيل وجريح في صفوف المجرمين بينهم عدد من الضباط وقد استطاع أحد الإخوة أن يخترق السياج الكثيف الذي ضربته عناصر المخابرات المحاصرة للمنطقة وتمكن من الانسحاب ، وبعد انتهاء المعركة قامت السلطة باعتقال والدة الشهيد البطل مصباح القاسم انتقاما منه بعد استشهاده وتم إطلاق سراحها تحت الضغط الشعبي .
الأخ الشهيد مصباح القاسم
ولد الشهيد البطل بمدينة دمشق ـ حي الميدان ـ عام 1953 انتسب إلى جماعة الإخوان المسلمين منذ حداثة سنه وتنقل بين الجماعات الإسلامية المختلفة مما أكسبه خبرة ومعرفة واسعة بشؤون الشباب الإسلامي فكان داعية إلى الله تعالى وقد ساعده في دعوته إلى الله عز وجل ثقافة واسعة وعلم غزير وهمة عالية ونشاط دائب لا يفتر كما قربه من قلوب الشباب حوله أخلاق كريمة وخصال حميدة فعرف بطيب معشره ولطف معاملته وجرأته في الحق فاستطاع بذلك أن يجمع حوله أعدادا كبيرة من الشباب ضم عددا لا بأس به منهم إلى التنظيم الجهادي المسلح بعد أن التزم به طريقا للخلاص من ربقة الحكم الطائفي الكافر لتحقيق دولة الإسلام العظيم كانت السلطة تعتبره أحد رؤوس المجاهدين في دمشق لذلك كان فرح المجرمين كبيرا يوم استشهاده بالرغم من عدد القتلى الكبير الذي وقع في صفوفهم .
كان الأخ مصباح أحد الموجهين الأساسيين في مسجد الغواص وهو مدرب من الطراز الأول إضافة لما ذكرناه عنه من لطف المعاملة وطيب المعشر فقد كان شديد البأس رابط الجأش يشهد على ذلك انقضاضه البطولي على المجرمين المحاصرين للقاعدة وهو يصرخ : الله أكبر .. الله أكبر .. ويمطرهم رصاصا غزيرا من بارودته الروسية مما أوقع في صفوفهم أكبر الخسائر وأفدحها ، وانطلقت آلاف الرصاصات الآثمة لتخترق جسد شهيدنا الحبيب الأخ مصباح القاسم ولينتقل إلى جوار ربه مع إخوانه الشهداء في الفردوس الأعلى من الجنة بإذن الله .. نسأل الله العلي القدير أن يجمعنا بك مع إخوانك الأبرار في مستقر رحمته .
أما الإخوة الشهداء فهم :
1. الأخ الشهيد حسن غنيمة : مواليد ـ دمشق ميدان ـ 1960 وهو طالب في كلية الهندسة الميكانيكية اتصف بالجرأة في الحق وطيب المعشر ولطف المعاملة لإخوانه .
2. الأخ الشهيد عزت الحجار : مواليد ـ دمشق ـ ميدان ـ 1960 طالب في كلية الهندسة الميكانيكية .
3. الأخ الشهيد ياسين صالحاني : مواليد ـ دمشق ـ ميدان ـ 1962 ـ طالب في كلية التجارة وهو ابن عم الأخ عبد الرؤوف الصالحاني بطل معركة مساكن الزاهرة .
4. الشهيد لؤي شنار : مواليد ـ دمشق ـ ميدان ـ 1961 ـ وهو طالب في كلية التجارة .
5. الأخ الشهيد تيسير مراد : مواليد ـ دمشق ـ ميدان ـ 1962 وهو طالب في كلية الشريعة.