قرار القيادة بإيقاف العمليات
في هذه الأوضاع قررت قيادة الطليعة المقاتلة للإخوان المسلمين في مدينة دمشق إيقاف العمليات المسلحة وتضييق نطاق تحرك الإخوة وحصره بالأمور الضرورية فقط وذلك حتى نتمكن من امتصاص الضغط الأمني الهائل الذي تمارسه السطلة كي نتجنب المزيد من الخسائر في صفوف المجاهدين ، لقد كان الاستنفار الكبير الذي قامت به عناصر المخابرات بضغط من المجرم حافظ أسد واستشهاد عدد كبير من خيرة إخواننا أثناء الاشتباكات والمداهمات الأثر الأكبر في اتخاذ قرار إيقاف العمليات العسكرية ضد السلطة ، والتزام كافة الإخوة المجاهدين بأوامر قيادتهم ولكن إرادة الله شاءت أن تستمر قوافل الشهداء بالصعود إلى جنان الخلد ، لقد كانت مخلفات مجزرة ما بين العيدين شديدة الوطأة علينا ولم يكن التخلص من آثارها السيئة ليتم لنا في فترة بسيطة وكان لابد لنا من إعادة تقييم الأوضاع من جديد وتمويه مجاهدينا بالشكل المطلوب حتى نتمكن من إعادة الوضع إلى ماكان عليه قبل المجزرة الرهيبة ولم يكن هذا الأمر سهلا إذ أنه يحتاج إلى الجهود المتواصلة والخبرة الحركية العالية والفهم الدقيق لطبيعة المرحلة ونحن في تنظيمنا الجهادي نمتلك قيادة ميدانية تقوم بالتحرك على أرض الواقع وتمارس أعباء الجهاد اليومي كبقية الإخوة داخل التنظيم لذلك فإن قرارات القيادة تكون واقعية مدروسة تعالج المشاكل بشكل دقيق وغالبا ما يتخذ القرار بعد دراسة منطقية قائمة على أدق التفاصيل والسلطة المجرمة تعرف هذا الأمر جيدا وتعرف أن الإخوة القياديين هم أخطر من بقية المجاهدين عليها لذلك فإنها لم تكن لتترك وسيلة واحدة في متابعة الإخوة القياديين وبالرغم من احتياطاتنا الأمنية الدائمة للمحافظة على الإخوة القياديين فقد شاءت الإرادة الإلهية أن يبتلى المجاهدون بفقد عدد من الإخوة القياديين .
استشهاد الأخ أحمد زين العابدين
لقد أدى الضغط الأمني الهائل الذي مارسته السلطة المجرمة بعد سلسلة العمليات الناجحة إلى فتح بعض الثغرات داخل التنظيم وكانت رؤية القيادة أنه لابد من إغلاق هذه الثغرات بأي ثمن كان حتى نقطع الطريق على السلطة المجرمة .
وبدأ تحرك الإخوة على أعلى المستويات وانطلق الإخوة القياديون لمعالجة المشاكل الأمنية الشائكة بصبر وحكمة في حركة جهاد يومي إذ انهم كانوا الأقدر على الحركة في مثل هذه الظروف وكان نصيب الأخ أحمد زين العابدين الجناح الذي يرأسه من التنظيم مما اضطره إلى القيام بحركة يومية واسعة للالتقاء مع الأعداد الكبيرة من العناصر ودراسة أوضاعها الأمنية مباشرة لإعطاء القرارات الصحيحة وقد تمكن الأخ أحمد من إغلاق كافة الثغرات التي حدثت في جناحه وقام بتعيين إخوة آخرين في مكان الأمراء الذين استشهدوا في المرحلة السابقة وحين أنهى الأخ أحمد زين العابدين مهمته واكتمل بناءه اختاره الله عز وجل إلى جواره بعد معركة دامية حصلت في تاريخ 8 / 1 / 1981 فقد اعترف أحد المعتقلين عن مشاهدته للأخ أحمد وهو يسير في منطقة الحريقة عدة مرات لذلك قامت أعداد كبيرة من عناصر السلطة بنصب كمائن كثيفة في منطقة الحريقة والمناطق المؤدية إليها توقعا لمرور الأخ الشهيد ولم يصدق المجرمون أنفسهم وعم يشاهدون البطل الشهيد وهو يسير في منطقة الحريقة داخل كمائنهم المنصوبة وكان ضمن عناصر الكمين عدد من المخبرين الذي يعرفون الأخ أحمد والذين أكدوا هويته لدى رؤيتهم إياه .
وتقدم مجرمان باتجاه البطل الشهيد في محاولة لاعتقاله ولكن حالة الرعب التي سيطرت عليهم والارتعاش الذي بدا على أجسادهم أنبأ الأخ بمرادهم وحين اقتربوا منه كثيرا ما كان منه إلا أن بادرهم بعدة رصاصات من مسدسه عيار 9 ملم فقضى عليهما وعلى الفور ظهرت مئات العناصر المختبئة داخل المحلات التجارية وبدءوا بإطلاق النار من مسدساتهم وبنادقهم باتجاه الأخ أحمد الذي تمكن من استعمال مسدسه الرشاش وبدأ يطلق النار وهو يجري مبتعدا عنهم وبحسه الأمني الثاقب أدرك أن الموضوع ليس اشتباكا عاديا فقد رأى الأعداد الكبيرة من عناصر السلطة وهي تسد المنافذ المؤدية للمنطقة فالتجأ إلى إحدى البنايات المجاورة وعندما حاول ثلاثة عناصر متابعته إلى داخل البناية أطلق النار عليهم من الرشاش فخروا لوجوههم يتخبطون بدمائهم وحاول الأخ أحمد أن يخرج من البناء بعد أن ألقى قنبلة يدوية أتبعها بإطلاق نار غزير وكان لقاء الأخ أحمد مع إخوانه الشهداء فاخترقت جسده الطاهر عدة طلقات آثمة فما كان منه إلا أن انتزع مسماري الأمان لقنبلتين فانفجرتا على الفور وصعدت روح شهيدنا البطل إلى بارئها ، هذه الحوادث تمت خلال دقائق معدودة لم يلاحظ فيها المجرمون الأخ سعيد حسين الذي كان يسير خلف الأخ أحمد كمرافق له وكانت المسافة بينهما بعيدة نسبيا وقد قام الأخ سعيد بإلقاء ثلاث قنابل يدوية باتجاه تجمعات المجرمين أتبعها بإطلاق الرصاص فقتل عددا من المجرمين بعدها اخترقت جسده الطاهر رصاصات المجرمين الحاقدين فانطلقت الروح إلى بارئها .
شارك في إعداد هذا الكمين وتنفيذه عدد من كبار ضباط المخابرات وشوهد المجرمان محمد ناصيف ونزار الحلو وهما يهرولان في الأزقة المحيطة بمكان الاشتباك ويأمران العناصر التي لاذت بالفرار أن ترجع إلى مكان الاشتباك .
لقد استشهد الأخ أحمد زين العابدين ومرافقه الأخ سعيد حسين الساعة الحادية عشرة قبل الظهر وقد أغلقت معظم المحلات التجارية أبوابها وانتشر خبر استشهاد البطل الحبيب في مدينة دمشق بسرعة كبيرة ونقل الخبر إلى المجرم أسد الذي طار صوابه باستشهاد الأخ الحبيب وجاء كبار ضباط المخابرات إلى مكان الحادث ليشاهدوا جسد البطل الشهيد ولم يتمكنوا من ضبط أنفسهم وهم يقفون أمام عملاق من عمالقة الفكر والجهاد ذاقوا من بأسه الأمرين فأوعزوا إلى زبانيتهم في الإذاعة بإعلان النبأ على العالم وعلى الفور قطعت برامج الإذاعة لتبث النبأ الحزين نبأ استشهاد المجاهد البطل أحمد زين العابدين نائب أمير التنظيم الجهادي في دمشق وبدا كأن السلطة لا تصدق أن أحمد زين العابدين وإخوانه المجاهدين هم بشر كبقية البشر ينطبق عليهم ناموس الموت والحياة .
لقد أصيب شعبنا المصابر بهزة عنيفة تركت في نفسه حزنا وألما عميقين وكانت عيون الناس تنطق بالتعزية لفقدان البطل الشهيد ، وإننا على يقين بالله من أن الأمة التي أنجبتك يا أخانا الشهيد لقادرة على إنجاب أمثالك بإذن الله عز وجل .
ولقد سمعت نبأ استشهاد الأخ الحبيب ولم أفاجأ بذلك لقد كنت أعرف أن أخانا البطل على موعد للقاء ربه وذلك من خلال كثرة أحاديثه قبل استشهاده بفترة من الزمن عن الجنة والشهادة وكنت أرى فيها أحاديث مودع عافت نفسه الدنيا وتاقت روحه لجنات عرضها السماوات والأرض ، وأتيت إلى مكان اللقاء بيني وبينه ولكنه لم يأت فأيقنت بصحة الخبر لأن أخانا الشهيد لم يكن ليخلف بوعده في يوم من الأيام .
ورجعت بذاكرتي سنوات إلى الوراء وكنت أمشي وحيدا مطرق الرأس حزينا لفراق الأخ الحبيب وصرت أذكر الأيام الخوالي التي حييناها في ظل النار والبارود وصرت أذكر الليالي الطوال من السهر والأرق التي بتنا فيها خلف رشاشنا رفيق الدرب الطويل وصرت أذكر الدموع الطاهرة التي انهمرت من خشية الله على وجنتي الأخ الحبيب وصرت أذكر تاريخا من الجهاد يحق لكل مسلم أن يفخر به على مدى الأيام والسنين .
رحمك الله أيها المجاهد العتيد …….. رحمك الله أيها البطل الشهيد ….
نبذة عن حياة الأخ أحمد زين العابدين
ولد الأخ الشهيد أحمد زين العابدين ـ أبو بلال ـ في مدينة دمشق عام 1954 ، نشأ وترعرع في أسرة متدينة متوسطة الحال مما اضطره إلى العمل الدائم في مهن مختلفة لتحصيل مصروفه المعاشي ، تخرج مهندسا للكهرباء من كلية الهندسة الكهربائية في جامعة دمشق عام 1978 ، انتسب الأخ الشهيد إلى جماعة الإخوان المسلمين في مراحل حياته الأولى والتزم بفكرها وتحلى بثقافتها وحفظ خلال هذه الفترة أجزاء كثيرة من القرآن الكريم ، كان محبا للعلم يغشى مجالس العلماء في مدينة دمشق لتلقي العلم ، اتصف بحسن خلقه وطيب معشره ولطف معاملته ونشاطه الواسع ضمن صفوف الإخوان المسلمين ، التقى بالشيخ المجاهد مروان حديد رحمه الله وبعد اعتقال الشيخ عرفان المدني استمر بمسيرته الجهادية ضمن التنظيم المسلح حيث تسلم توجيه عدة مجموعات داخل التنظيم المسلح كما أنه لم ينقطع عن ممارسة التدريب الجهادي الشاق ، اشترك في تنفيذ العمليات العسكرية ضد النظام الطائفي منذ مراحل التنفيذ الأولى في مدينة دمشق واستمر في جهاده اليومي إلى أن لاقى ربه شهيدا .
انكشف أمره لدى السلطة المجرمة عام 1978 إثر اعتقال الأخ مصعب حمادة الخياط بعد عملية المجرم إبراهيم نعامة ووضعت صورته مع بقية الإخوة حين أعلنت السلطة عن جائزة مائة ألف ليرة سورية على رأس كل واحد منهم .
وقد اعتقلت السلطة اثنين من إخوانه فكان رده على ذلك المزيد من صلوات الشكر لله الذي أعانه على تحمل البلاء ، لقد كان للأخ أحمد أثر كبير في تطوير وسائل التنظيم الجهادي في مجابهة السلطة كما كان نشاطه واسعا في تأمين قواعد جديدة للإخوة الملاحقين وتمكن من ضم أعداد كبيرة من الإخوة إلى التنظيم المسلح .
لقد كان مثالا للأخ الواعي المثقف المدرك لأبعاد المعركة مما جعله مميزا بين إخوانه وأقرانه زد على ذلك اطمئنان قلبه وثقته بالله عز وجل فلم تثنه الشدائد ولم تهزه النكبات ولا خففت من تصميمه العقبات ، لقد كان متمرسا في مواجهة أعداء الله في أحلك الأوقات حين تشتد المحن وتدلهم الخطوب ، كان الأخ أحمد قوي الجسم شديد البنية أكسبه تدريبه الرياضي المتواصل لياقة بدنية عالية ، وقد عانى المجرمون من بأسه وشدته الشيء الكثير فكان يتصدى لأخطر المهمات وأصعبها بكل ثقة واطمئنان وما كان يرجو من كل ذلك إلا الاستشهاد ونيل رضوان الله عز وجل ، وهنا أحب أن أذكر بعض العمليات التي نفذها بطلنا الشهيد :
1. اشترك في تنفيذ عملية المجرم يحيى بكور نقيب المهندسين الزراعيين .
2. اشترك في تنفيذ عملية دورية العمارة .
3. اشترك في تنفيذ عملية دوريتي الحريقة .
4. نفذ عملية اغتيال قتل المجرم العميد أديب حيدر .
5. نفذ عملية قتل المجرم العقيد في المخابرات خضر إبراهيم .
6. نفذ عملية اغتيال المجرم الدكتور حسان كركورة .
7. نفذ عملية اغتيال المجرم أنطون بركات معوض .
بالإضافة إلى اشتراكه في كثير من عمليات التفجير في مدينة دمشق ومنها وضع عبوة ناسفة في السفارة الأمريكية كما تعرض لعدة اشتباكات مع عناصر السلطة وقد خطط لعدد كبير من العمليات التي نفذها إخوة تابعون للقسم الذي يرأسه من التنظيم .
رحمك الله يا أخانا الشهيد … يامن كنت طودا في عالم الأقزام هذا ..
يا من ارتفعت فوق الأهواء والشهوات .. يا من هزأت بالإرهاب ومضيت مجاهدا في سبيل الله
وإن هذه السطور الضئيلة لن تفي بما ضحيت به في سبيل الله وأسأل الله العلي القدير أن يمكنني من الكتابة عن حياتك بما تستحق وعن حياة بقية إخواننا الشهداء .
استشهاد الأخوين أسامة خليفة وغياث عيطة
في اليوم الثاني لاستشهاد أبو بلال شاءت إرادة الله أن يعتقل أحد الإخوة ويعترف على الأخوين أسامة خليفة ووسيم المشنوق ، فقامت قوة كبيرة من عناصر المخابرات التابعة لفرع الأمن الداخلي بإمرة المجرم والرئد هيثم الشمعة بتطويق منزل الأخ أسامة خليفة في منطقة الشيخ محي الدين وعندما شعر الأخ بعناصر المخابرات بادرهم بإطلاق النار فأصاب عددا منهم واستشهد أمام والدته رحمه الله , أما الأخ وسيم مشنوق فلم تتمكن عناصر السلطة من العثور عليه في منزل أهله فاتجهت إلى منزل أهله الثاني في منطقة الشعلان وداهموه حيث دار اشتباك بينهم وبين الأخ غياث عيطة الذي كان متواريا داخل البيت استشهد على أثره الأخ غياث بعد أن قتل عددا من المجرمين وعلى الفور أذاعت السلطة بيانا في الإذاعة أعلنت فيه عن استشهاد الأخوين أسامة خليفة ووسيم مشنوق في محاولة منها لخداع الأخ وسيم ولكن هذه المحاولة كانت مكشوفة للإخوة المجاهدين .
وقوع الأخوين مأمون وأيمن داخل كمين المخابرات
استمر مسلسل الاشتباكات هذا وفي تاريخ 1981 / 1 / 13 أثناء مرور الأخوين مأمون قباني وأيمن سليمان في منطقة مساكن الزاهرة حاولت دورية تابعة للمخابرات يرأسها ضابط برتبة نقيب إيقافهما فبادرهم الأخ مأمون بإطلاق النار من مسدسه ولكن حدث معه استعصاء في المسدس فقام أربعة من المجرمين بإطلاق النار عليه من بنادقهم الروسية فأصيب بجراح في يده وظهره واستطاع أن ينسحب تحت غطاء من النار أمنه الأخ أيمن سليمان وقد أصيب النقيب بجراح في ساقه وعلى الفور طوقت المنطقة بأعداد كبيرة من المجرمين الذين فتشوا عن الأخوين تفتيشا دقيقا إلا أنهم لم يعثروا لهم على أثر والحمد لله .
مداهمة منزل الأخوين نبيل ووليد طنطا
وفي تاريخ 17 / 1 / 1981 يوم السبت قامت أعداد كبيرة من عناصر الإجرام بمداهمة منزل الأخوين نبيل ووليد طنطا في منطقة الإطفائية وحصل اشتباك عنيف استشهد فيه الأخوين بعد أن قتلا عددا من عناصر المخابرات المجرمة .
والأخ وليد طنطا من مواليد ـ دمشق ـ 1952 ساهم بالعديد من عمليات الطليعة المقاتلة في دمشق لوحق عام 1980 حيث اعتقلت السلطة والده وإخوته كرهائن ، اكتشفت السلطة مكانه بعد اعتراف أحد أقاربه .
مغادرة الأخ ( … ) لسورية
اشتدت المحنة وزاد الابتلاء وكثرت الاشتباكات وأصبح العديد من الإخوة بلا مأوى واعتقلت السلطة أعدادا كبيرة من الشباب الإسلامي دون تمييز وزادت من ضغطها على أهالي الإخوة المجاهدين ، وبتقدير من الله اعتقل أحد الإخوة واعترف تحت التعذيب على منزل الأخ ( … ) وعندما شعر الأخ بحركة عناصر المخابرات المريبة أمام البناء الذي يسكن فيه غادر المنزل هو وزوجته على الفور وبعد أن قطعا مسافة قصيرة عادت زوجته لإحضار بعض حوائجها ظنا منها أن الوقت يسمح لها بذلك ولكن إرادة الله شاءت أن تعتقل إذ صادف رجوعها دخول المجرمين إلى المنزل وما تزال في السجن حتى الآن ..
وبعد أسبوع غادر الأخ ( … ) سورية إلى الخارج في محاولة لتأمين الدعم المالي للمجاهدين في دمشق الذين كانوا بأمس الحاجة إلى ذلك وشاءت إرادة الله أن يعتقل أول مراسل يرسله الأخ على الحدود ويعترف على مكان مستودع تابع لنا في منطقة سوق مدحت باشا ـ خان الزيت ـ .
مداهمة مستودع في منطقة خان الزيت
بعد اعتراف الأخ المعتقل على الحدود عن كمان المستودع قامت قوة من عناصر المخابرات بمداهمة المستودع فاعتقل أحد الإخوة واستشهد الآخر بعد اشتباك قصير ، حدث ذلك في يوم الأربعاء 11 / 2 / 1981 ولم يتمكن الأخ ( … ) من العودة إلى سورية .
لقد خسرنا في مداهمة المستودع السابق : مدفع هاون ـ قاذف أر بي جي ـ مع عدد من القذائف إضافة إلى عشر بنادق روسية وعدد من القنابل اليدوية .
استشهاد الأخ محمد الشيخ علي
وفي يوم الإثنين 16 / 2 / 1981 شاهد أحد المخبرين الأخ محمد الشيخ علي وهو يدخل إلى أحد الأزقة بالقرب من بوابة الميدان وقد عرف هذا المخبر أخانا محمد الشيخ علي من صورة وزعتها السلطة على مخبريها وعلى الفور حضرت أعداد كبيرة من عناصر السلطة وتمركزت في المنطقة وعند خروج الأخ لاحظ أن الوضع غير طبيعي ولكنه لم يتأكد أنه المقصود من ذلك فاستمر في سيره الطبيعي وفجأة قام اثنان من المجرمين بإطلاق النار عليه من الخلف فلاقى ربه شهيدا وأسكنه فسيح جنانه .
ولد الأخ محمد الشيخ علي ـ أبو ياسر ـ في قرية مضايا بوادي الزبداني القريب من دمشق عام 1958 وقد نشأ على الإسلام حيث انتظم ضمن صفوف الإخوان المسلمين في سن مبكرة وعندما تصاعدت وتيرة الجهاد المسلح عام 1980 انضم إلى المجاهدين وقد اكتشفت السلطة أمره مع بعض الإخوة في مضايا فقامت بتطويق المنطقة وزجت أعدادا كبيرة من عناصرها هناك وحدث اشتباك دام عدة ساعات في الجبال المحيطة بمضايا استخدمت السلطة في هذا الاشتباك الحوامات ولكن الإخوة تمكنوا من الانسحاب والوصول إلى دمشق بعون الله .
ساهم الأخ أبو ياسر في تنفيذ عدد من العمليات الناجحة بمدينة دمشق منها : عملية فرع شرطة النجدة ، عملية باص الخبراء الروس ـ في الميدان ـ كما ساهم أيضا في عمليات تهريب الأسلحة للمجاهدين .
كان الأخ محمد قوي الجسم ، لطيف المعشر ، كريم النفس ، عالي الثقافة ، وقد عرف بشدة بأسه لهذا فقد قامت عناصر المخابرات بإطلاق النار عليه من الخلف دون القيام بمحاولة لاعتقاله ، وعرف عن أخينا الشهيد انضابطه والتزامه الكامل بأوامر قيادته .
رحم الله شهيدنا الغالي محمد الشيخ علي وأسكنه فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون..
الشهيد عدنان نابلسي
وشاءت إرادة الله أن تتوالى مسيرة الشهداء ففي يوم السبت 1981 / 2 / 21 قامت سيارة من نوع ( فوكس واكن ) صالون بصدم الأخ عدنان نابلسي بعدها انقض عليه عدد من المجرمين وهم يصوبون مسدساتهم نحوه في محاولة لاعتقاله فما كان منه إلا أن نزع مسمار الأمان لقنبلتين يدويتين كان يحملهما فأدى انفجارهما إلى استشهاد الأخ عدنان رحمه الله وقتل اثنين من المجرمين .
والأخ عدنان نابلسي من مواليد ـ دمشق ـ ميدان ـ 1958 ـ متزوج وله طفلة صغيرة وقد ساهم في عدد من عمليات المجاهدين في دمشق …..رحم الله أخانا وأسكنه فسيح جنانه .
نظرة تحليلية
لم تنقطع الاشتباكات أو الاعتقالات خلال شهرين متتاليين من تاريخ 1980/12/20 إلى 1981/2/21 كما أن استنفار السلطة وأجهزتها الإجرامية قد بلغ أوجه في مدينة دمشق فكانت هذه المرحلة من المراحل العصيبة في تاريخ التنظيم الذي تمكنت قيادته الميدانية بعون الله من سد كل الثغرات التي حدثت بسبب اعتقال واستشهاد كثير من الإخوة واستمر التوقف عن التنفيذ حتى سدت جميع الثغرات من خلال تحرك يومي سريع على أعلى المستويات وانتهت الأزمة وانفرجت الكربة وخرج المجاهدون من هذه المحنة وهم أصلب عودا وأشد تصميما على متابعة الطريق , وخلال فترة التوقف هذه وقبل أسبوع واحد من استئناف التنفيذ ألقى المجرم أسد خطابا مطولا في احتفال أقامه النظام المتسلط بمناسبة إنقلاب 8 آذار تحدث فيه عما جرى في سورية وادعى أن أجهزة مخابراته المجرمة قد تمكنت من القضاء على الإخوة المجاهدين ولم يبق منهم إلا العدد الضئيل من الأفراد الهاربين وهؤلاء الهاربون تلاحقهم الأجهزة المختصة على حد تعبيره وفي نهاية خطابه هذا وجه الشكر إلى كافة الفصائل التابعة للنظام وفي مقدمتهم ضباط المخابرات والفصائل الحزبية المسلحة وتوقف طويلا عند رجال إعلامه الوقح الذين وصفهم بأنهم كانوا مجاهدين حقيقيين وفي النهاية هنأ نفسه وزبانيته لهذا الإنجاز الذي حققوه .
في هذا الحفل كان المجرم محمد الحوراني عريفا له فانطلق بكل ما أوتي من وقاحة وخسة يرغي ويزبد ويتوعد شعبنا الصابر وهو يتفوه بالكلمات البذيئة التي لا تليق إلا به وبأمثال أسياده من المجرمين ونقلت إذاعات عالمية مختلفة أقوال المجرم أسد وخاصة تأكيداته حول القضاء على الإخوة المجاهدين .
لقد خدع ضباط المخابرات المجرم أسد حين قدموا تقاريرهم حول استشهاد الإخوة التي ادعوا فيها أنهم تمكنوا من القضاء على الجزء الأكبر من تنظيم المجاهدين وأن المرحلة المقبلة ستأتي على تصفية الباقين منهم الذين لا خبرة لهم ولا تجربة بعد أن استشهد عدد من الإخوة القياديين .
وهنا نؤكد أن الله سبحانه وتعالى قد تكفل لهذا العمل بالحغظ والرعاية فهذا العمل ليس قائما على أشخاص محددين ينتهي بذهابهم وإنما قائم على عقيدة الإسلام المنزل من عند الله تعالى ولقد تمكنا بعون الله من ملء الفراغ الذي أحدثه استشهاد بعض الإخوة القياديين واستمر التحدي وعادت المعركة للظهور مرة أخرى وبدء التنفيذ من جديد بعد تأمين المأوى لكافة الإخوة الملاحقين .
عملية قتل المجرمين هيثم الشمعة ومحمد الحوراني
بعد أسبوع من خطاب المجرم أسد وبعد تبجحه اللئيم بالمزاعم الباطلة حول القضاء على الإخوة المجاهدين أردنا أن يكون الرد على المجرم أسد ردا عمليا صريحا فتم اختيار هدفين اثنين :
الأول : هو يد من أيدي الإجرام التي أذاقت شعبنا المرارات .
الثاني : هو لسان من ألسنة الكذب التي ما برحت عن الإساءة لشعبنا الصابر .
والمجرمان هما هيثم الشمعة ومحمد الحوراني فبعد استطلاع دقيق استغرق فترة طويلة من الزمن تبين أن هذين المجرمين قد خففا من إجراءاتهما الأمنية وذلك إثر سقوط عدد من الشهداء في المرحلة السابقة من جهة وتوقف التنفيذ من جهة ثانية .
إن هذين المجرمين يعلمان أنهما مستهدفان من قبل الإخوة المجاهدين لذلك كانا شديدي الحذر وإن قتل أحدهما سوف يؤدي إلى فرار الآخر بعد أن يعلم باستئناف التنفيذ لذلك قررت قيادة المجاهدين تنفيذ الهدفين في يوم واحد .
ففي 1981/3/15 وهي الذكرى السنوية الأولى لاعتقال الأخ القائد يوسف أحمد عبيد قام مجاهدونا الميامين بنصب كمين للمجرم الرائد هيثم الشمعة بالقرب من منزله في حي الشعلان الساعة 8 صباحا وعندما ابتعدت سيارة المجرم مسافة 20 مترا انقض أحد الإخوة المجاهدين على السيارة وأطلق النار من مسدس نوع شمايزر فأصيب الرائد المجرم بعدة طلقات قاتلة وتمكن المجاهدان من الانسحاب بسرعة فائقة وعلى الفور حضرت أعداد كبيرة من دوريات المخابرات إلى مكان الحادث وأتى عدد كبير من الضباط إلى نفس المكان حيث شاهدوا المجرم وقد فارق الحياة ونقلت بعد ذلك جثته إلى المستشفى .
يعتبر هذا المجرم بمثابة اليد اليمنى للمجرم ناصيف رئيس فرع المخابرات الداخلي وقد ساهم في اعتقال أعداد كبيرة من الشباب الإسلامي وهو من الجلادين الذين تفننوا في تعذيب الإخوة داخل السجون وكان له دور فعال في تصفية المجموعات التي جاءت من خارج سورية كما كان يقوم بنصب الكمائن الطيارة في شوارع دمشق للإيقاع بالإخوة المجاهدين كما حصل للأخ رياض العجمي وقد كان هذا المجرم شديد الحذر والانتباه فهو يعلم تماما ما اقترفته يداه بحق شعبنا المسلم وكانت ترافقه دورية للمخابرات بشكل دائم ولكنه استغنى عنها بعد توقفنا عن التنفيذ إثر استشهاد الأخ أحمد زين العابدين .
أدى قتله إلى نشر الرعب والفزع بين ضباط المخابرات وخاصة المجرم ناصيف .
وبعد حوالي نصف ساعة من نفس اليوم قامت مجموعة أخرى من مجاهدينا بنصب كمين للمجرم المذيع محمد الحوراني عريف احتفالات المجرم أسد أمام منزله في منطقة مخيم اليرموك ولدى خروجه من منزله تقدم أحد الإخوة المجاهدين منه وأطلق عليه سبع طلقات من مسدس نوع شمايزر وشهر المجرم مسدسه وأطلق طلقتين في الهواء وهو يلفظ آخر أنفاسه وعاد أفراد المجموعة إلى قواعدهم سالمين .
لقد كان المجرم الحوراني أحد أركان إذاعة المجرم أسد وقد حاول خداع المجاهدين بادعائه التوبة أمام الناس إبان تصاعد العمليات المسلحة ولكنه ما إن سمع سيده المجرم أسد وهو يتحدث عن القضاء على المجاهدين حتى انطلق من جديد وهو يتشدق بأبشع الألفاظ ضد المجاهدين .
بهت المجرم أسد لهاتين العمليتين الجريئتين وعلى الفور بدأ استنفار كبير في شوارع دمشق تحسبا للمزيد من العمليات , لقد كانت هاتين العمليتين صفعة قوية موجهة إلى المجرم أسد فسببت له إرباكا أمام طائفته وأمام دول العالم التي رأت معظم شوارع دمشق وهي تقطع لتشييع جنازة المجرمين اللذين دفنا في مقبرة الدحداح بشارع بغداد في مدينة دمشق وقد انطلقت في مقدمة المشيعين أعدادا كبيرة من ضباط المخابرات ومن العاملين في الإذاعة والتلفزيون , وبعد أسبوع من قتل المجرمين وقف المجرم أسد ليلقي خطابا آخر قال فيه :
( نحن لم نقض على المجاهدين ويجب على الرفاق أن يكونوا حذرين بعيدين عن الغرور ) .
إن أنباء العمليتين قد انتشرت داخل سورية وخارجها وعم السرور أوساط الشعب السوري وعادت الفرحة لاستئناف التنفيذ من جديد , وبردة فعل حمقاء قامت أجهزة السلطة بحملة اعتقالات شملت عددا كبيرا من أهالي الإخوة المطلوبين الذين أخذوا كرهائن وطبقت عليهم الأساليب الإجرامية في التعذيب ولكنهم لم يكونوا يعلمون شيئا عن أبنائهم .
تنفيذ حكم الله بالمجرمين زيد ونايف الشريطي
واستمرت العمليات الجريئة تتحدى المجرم أسد ونظامه الكافر فبعد خمسة أيام من هاتين العمليتين أي في تاريخ 1981/3/19 تحركت إحدى مجموعاتنا لتنفيذ حكم الله بالمجرم الدكتور زيد الشريطي الأستاذ في كلية طب الأسنان بجامعة دمشق وتمت العملية في عيادته الكائنة بمنطقة جسر فكتوريا وهذا المجرم من أكبر الحاقدين على الإسلام إذ لم يتوانى يوما من الإجرام بحق المسلمين ويتولى هذا المجرم منصب رئيس فرع البعث في كلية طب الأسنان , دخلت المجموعة عيادته وتمكن أحد الإخوة من قتله على الفور بمسدس شمايزر وعندما حاول المجرم المحامي نايف الشريطي شقيق المجرم المذكور التصدي للإخوة المجاهدين أطلق أحد الإخوة عليه عدة طلقات من مسدس شمايزر فقتل على الفور أيضا .
وحين انسحبت المجموعة وجدت أن الأخ عبد الناصر قباني لم ينسحب معها وعلى الفور صعد أحد الإخوة إلى العيادة ثانية وإذ بالأخ عبد الناصر ملقى على الأرض والدماء تنزف منه وقد تبين أن المجرم نايف استطاع أن يصيب الأخ بطلقة من مسدسه فما كان من الأخ الذي رآه إلا أن انتزع مسمار الأمان من قنبلة موجودة في حزام الأخ أبي مهند بعد أن تأكد من استشهاده وقبل أن يصل الأخ إلى أسفل البناء انفجرت القنبلة وأحدثت دويا هائلا في المنطقة وبسرعة كبيرة حضرت أعدادا هائلة من دوريات المخابرات وجاءت أعدادا أخرى من الضباط بينما تمكنت بقية المجموعة من الانسحاب بعون الله , تمت هذه العملية الساعة 6,30 مساءا والمجرمان المذكوران هما من أبناء الطائفة الدرزية ومن أزلام المجرم أسد وقد عرفا بحقدهما الشديد على الإسلام وأهله والمجرم نايف هو عضو قيادة قطرية سابق .
هذا وقد فرح ضباط المخابرات فرحا شديدا لاستشهاد الأخ أبي مهند وذلك بالرغم من خسائرهم الفادحة في هذه العملية وقد روي أن المجرم نزار الحلو رئيس فرع المخابرات الواقع بمنطقة العدوي قد وزع على عناصره وأصدقائه المجرمين 10 آلاف ليرة احتفالا باستشهاد الأخ البطل عبد الناصر القباني .
نبذة عن حياة البطل الشهيد عبد الناصر القباني
ولد الأخ الشهيد عبد الناصر القباني ـ أبو مهند ـ عام 1958 في حي الميدان بمدينة دمشق نشأ وترعرع في أسرة كريمة عرفت بتدينها وأخلاقها الحميدة . انتسب إلى الجماعات الإسلامية منذ حداثة سنه وظل مواظبا على حضور دروس العلماء في مساجد دمشق وكانت حياته نسيجا إسلاميا كاملا , لقد عرف الأخ أبو مهند بصدقه وإخلاصه وشجاعته الكبيرة انضم إلى تنظيم جماعة الشيخ مروان عام 1976 إثر مناقشات جرت بيني وبينه حول العمل الجهادي المسلح وقد ضمت الأسرة التي كان فيها كلا من الأخوين صلاح الدين شقير ورشيد حورانية , كان دور هذه الأسرة هاما في الأحداث التي جرت فيما بعد وقد تحمل هؤلاء الإخوة مع بقية إخوانهم الذين انتضموا في هذه الفترة العبء الأكبر من المحن التي ألمت بالتنظيم الجهادي وقد عرف عن الأخ عبد الناصر التزامه الدقيق بالمناهج العلمية المكلف بها من قبل قيادته في التنظيم الجهادي المسلح إضافة إلى مطالعته الخاصة حتى امتلك ثقافة إسلامية واسعة وبالرغم من اتجاهه نحو تحصيل الثقافة الإسلامية إلا أنه لم ينقطع عن الرياضة التي أكسبته لياقة بدنية عالية
وقد شارك في المعسكرات التي كان يعدها التنظيم في فترات زمنية معينة ومن الأشياء التي تميز بها الأخ عبد الناصر رحمه الله سريته الشديدة فقد كان يجيد تمويه نفسه أمام الناس لذلك لم تعلم السلطة عنه أي شئ حتى عام 1980 .
وإضافة لكل ما ذكر فقد كان الأخ أبو مهند شعلة متوهجة من النشاط والحيوية فساهم مع بقية إخوانه في تنفيذ العديد من العمليات العسكرية وقام بدور أساسي فعال في عمليات الاستطلاع المستمرة للأهداف النصيرية ولما كثرت المهمات الملقاة على عاتقه تفرغ بشكل كامل للعمل المسلح حيث كان يقوم بعمليات الاستطلاع اليومية لأهداف النظام المختلفة وقد مرت عليه محن شديدة واجهها بإيمانه العميق وظهرت فيها صلابته الشديدة وتمكن الفكرة الجهادية من نفسه ولا سيما المحنة التي حدثت بعد قتل المجرم إبراهيم نعامة عام 1978 , لقد كان انضباطه كاملا والتزامه بأوامر قيادته دقيقا ولم تكشف السلطة أمره إلا بعد أن لوحق شقيقه الأخ مأمون قباني في أواخر عام 1980 حيث اعترف عليه أحد الإخوة المعتقلين في تلك الفترة , وذهلت السلطة حين علمت حجم المهام الملقاة على عاتقه لذلك شددت في طلبها له كبقية الإخوة الذين لوحقوا بعد استشهاد الشيخ مروان رحمه الله , ولهذه الأسباب قامت السلطة بمضايقة أهل الشهيدين عبد الناصر ومأمون عندما احتلت منزل أهلهما ومكثت فيه مدة أسبوعين واعتقلت شقيقه وشقيقته لمعرفة مكان تواجدهما وقد ظهرت صلابة هذين الأخوين واضحة حين سخروا من أزلام السلطة وزبانيتها ومن تصرفاتهم الحقيرة وأكدوا على استمرارها في العمل الجهادي المسلح حتى ينالا إحدى الحسنيين , هذا وقد تسلم الأخ أبو مهند توجيه عدة مجموعات في التنظيم الجهادي المسلح ومارس الجهاد الحركي اليومي وعرف بصبره واحتماله لكل الأوضاع الأمنية الصعبة وشارك في العديد من عمليات الطليعة المقاتلة في دمشق منها :
ـ عملية مكروباص تابع للمخابرات في منطقة ابن عساكر .
ـ عملية المجرم صلاح عقلة .
ـ عملية دورية الشويكة ـ الأولى ـ .
ـ عملية مهاجمة فرع شبيبة الثورة ـ منطقة باب السريجة ـ .
كما شارك في العديد من عمليات التفجير التي حصلت بمدينة دمشق وكانت آخر عملية له هي عملية المجرم زيد الشريطي حيث لاقى ربه شهيدا .
وكان الأخ أبو مهند رحمه الله على علم باستشهاده في هذه العملية فقد قال لإخوانه وهم في طريقهم للتنفيذ : ( إني والله لأشم رائحة الجنة ) .
فأجابه أحد الإخوة : ( ستكون هذه العملية مثل سابقاتها وسترجع سالما إن شاء الله ) .
فأجابه الأخ أبو مهند : ( إني لأرجو الله أن استشهد في هذه العملية ولا أعود ) , وكان له ما يريد .
رحم الله أخانا الشهيد وأسكنه فسيح جنانه وجمعنا به وبإخوانه الأبرار في مستقر رحمته إنه خير من سئل وأكرم من أجاب وإنا لله وإنا إليه راجمعون …
المنافق المجرم رشيد الخطيب
وفي تاريخ 27 / 3 / 1981 قامت إحدى مجموعاتنا بتنفيذ حكم الله بالمجرم المرتدي زي العلماء المدعو رشيد الخطيب أحد الأبواق التابعة للسلطة كما أنه من المنافقين المشهورين بمدينة دمشق وقد تمت العملية في منطقة الحريقة ظهرا وتمكن الإخوة من العودة إلى قواعدهم سالمين ، أدى قتل هذا المجرم إلى بث الذعر والهلع بين صفوف المنافقين الذين اتخذوا منابر المسلمين للتسبيح بحمد المجرم حافظ أسد مما جعلهم يخففون من وقاحتهم تحسبا من انتقام المجاهدين .
المحامي المجرم نور الدين الحبال
وبتاريخ 7 / 4 / 1981 الموافق ليوم الثلاثاء جرت محاولة لاغتيال المحامي المجرم نور الدين الحبال رئيس نقابة المحامين التي عينها المجرم أسد وقد ساهم هذا المجرم بدور أساسي في اعتقال أعضاء القيادة للنقابة السابقة مقابل ثمن بخس باع نفسه به ، إلا أن المحاولة لم تنجح وقد تمت العملية في مكتبه الكائن بشارع النصر هذه العملية مع سابقاتها أعادت الذعر والخوف إلى قلوب أزلام السلطة الذين بدءوا باتخاذ إجراءات أمنية كالسابق .
المقدم حسن أبو القاسم
وفي يوم الأحد 12 / 4 / 1981 قام مجاهدونا الميامين بتنفيذ حكم الله بالمقدم النصيري المجرم حسن أبو القاسم المدرس في المعهد العالي للعلوم السياسية وذلك أمام منزله الكائن في منطقة باب المصلى وعاد الإخوة إلى قواعدهم سالمين بعد أن تبادلوا إطلاق النار مع دورية راجلة كانت واقفة في نفس المنطقة .
اشتباك بالقرب من سرغايا
أثناء مسلسل العمليات الناجحة التي نفذت خلال هذه الفترة كنا نحاول توسيع إمكانيات التنظيم بكل ما أوتينا من قوة ونظرا لقلة السلاح فقد كلفت القيادة اثنين من الإخوة المجاهدين وهما من منطقة مضايا القريبة من وادي بردى لشراء صفقة سلاح من أحد تجار الأسلحة الذي كان معروفا في المنطقة ولقد تعامل الإخوة مع هذا التاجر في السابق إلا أن التاجر المجرم كان قد تعاون مع مخارات السلطة ونقل أنباء هذه الصفقة إلى السلطة خاضعا لإغرائها فقامت قوات كبيرة من عناصر السلطة ومخابراتها بنصب كمين للإخوة المجاهدين في الجبال القريبة من منطقة سرغايا وهي المنطقة المتفق عليها لتسليم الصفقة وعندما حضر الأخوان إلى نفس المكان المتفق عليه في تاريخ 15 / 4 / 1981 الساعة الحادية عشرة ليلا حاول أن يطلق عليهما النار من بارودته الروسية فتنبه الأخوان لذلك وعرفوا حقيقة الموقف فبادروه بإطلاق النار وإلقاء قنبلتين يدويتين تجاهه حيث قتل على الفور وبما أن زمن اللقاء كان ليلا فإن عناصر المخابرات الجبانة لم تجرؤ على الاقتراب كثيرا من المكان بل راحت تطلق النار من مسافة بعيدة نسبيا باتجاه الأخوين وحدث اشتباك عنيف أدى إلى استشهاد الأخ أبو سارية بينما تمكن الأخ الآخر من الانسحاب ، وقد روي أن اشتباكا خاطئا حصل بين عناصر المخابرات أدى إلى إصابة عدد كبير منهم ، وعلى إثر هذه العملية بدأت قوات البغي والإجرام بتمشيط عدة مناطق في وادي بردى بحثا عن الإخوة المجاهدين .
رحم الله أخانا الشهيد أبو سارية وأسكنه فسيح جنانه وإنا لله وإنا إليه راجعون .
المجرم صالح مصلى
استمرت عمليات التنفيذ المسلحة ضد السلطة وأزلامها ففي يوم الثلاثاء 21 / 4 / 1981 قامت إحدى مجموعاتنا باقتحام مبنى إدارة الشؤون الاجتماعية والعمل الكائن في منطقة باب الجابية ونفذت حكم الله بالمجرم النصيري صالح مصلى مدير الشؤون الاجتماعية والعمل في منطقة دمشق وقد قتل على الفور إثر إصابته بعدد كبير من الطلقات وقد تمت هذه العملية داخل مكتبه الذي كان يوجد فيه عدد من المراجعين .
يعتبر المجرم المذكور ثاني شخصية بعد وزير الشؤون الاجتماعية والعمل وهو من قرية ( مخرم ) بعد تنفيذ العملية نزلت أعداد كبيرة من المجرمين إلى المنطقة للبحث عن الإخوة المجاهدين الذين تمكنوا بفضل الله من العودة إلى قواعدهم سالمين .
نفذ هذه العملية الأخ الشهيد بشار السادات.